الحرب الروسية الأوكرانية.. العالم كله سيتكبّد خسارات إلا من رحم ربّك
الكاتب :
محمد نجيب كومينة
محمد نجيب كومينة
ستنتهي الحرب بانتصار ساحق لروسيا، لأنها تملك القدرة والقوة ومعطيات أخرى تجعلها تحقق الانتصار. ولا أتصور أن الولايات المتحدة الأمريكية والناتو سيتهوران بفرض منطقة حظر جوي في أوكرانيا، وبالتالي الانخراط بشكل مباشر وعلني في الحرب، لأنهما يعرفان أن من شأن ذلك وضع العالم، وفي مقدمته أوروبا، أمام أخطار لم تواجهها البشرية من قبل منذ انقراض الديناصورات...
انتصار روسيا العسكري في أوكرانيا سيجعلها تواجه التدهور الاقتصادي والمالي، نتيجة توجه الغربيين إلى اتخاذ كل أنواع العقوبات التي يستطيعونها، مع ما يترتب على ذلك اجتماعيا وسياسيا، وعلى مستوى علاقة روسيا بمحيطها، وعلى مستوى حضورها العالمي...
الانتصار العسكري قد تكون له تبعات على نمو وتنمية روسيا، علما أنها كانت مستفيدة من العولمة واستطاعت الصعود إلى مركز متقدم على مستوى معدلات النمو خلال العشر سنوات السابقة على جائحة كوفيد-19.
لكن روسيا لن تكون وحدها الخاسرة اقتصاديا، ولن تكون وحدها المهددة اجتماعيا، إذ إن العالم سيكون كله مهددا بموجة تضخم، بدأت تظهر معالمها الآن، وستكون خطيرة للغاية، ليس فقط بتأثيرها على المبادلات الدولية للسلع والخدمات، وعلى موازين الأداءات وقيمة العملات، أو على سلاسل القيمة العالمية والإنتاج، بل وأيضا على الشغل والدخل ومستويات المعيشة، وبالتالي على استقرار الدول...
حيص بيص الولايات المتحدة لن تستطع توسيع المجموعة الأمنية الأطلسية التي ترعاها، وروسيا ستجد نفسها معزولة، والعالم كله سيتكبّد خسارات، إلا من رحم ربك...