الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

حنان درقاوي تدعو معكم: حفظنا الله وإياكم من داء الحرية الجنسية المكتسبة والقيح على المؤخرة الكريمة

حنان درقاوي
 
الحرية التي اكتسبتها في فرنسا ليست الحرية الجنسية.. فقد عشتها في وطن يشبه ماخورا في الهواء الطلق تعرض فيه السيدة خدماتها الجنسية والرجل والطفل الصغير والطفلة التي لم تلج المدرسة في ساحة جامع الفنا بمراكش، والكل يشاهد عروض الثعابين وينصت لحكايات سيف ذي يزن.. هذا بالنسبة للدعارة.. ينام الجميع مع الجميع شرط الدفع ومن الأحسن باليورو لأن الأفواه جائعة والتطبيب غالي والسكن رغم أيوله للزوال يستنزف الأسر..
 
في العلاقات الرضائية تختفي العلانية كل شيء ممكن شرط الكتمان والخروج لموعد غرام يشبه الخروج في غزوة لها لوجيستيك ومراقبة قلنا شرعوها حلالا للجميع فقالوا ثوابت الأمة
 
في العلاقات الرضائية تختفي العلانية.. كل شيء ممكن شرط الكتمان والخروج لموعد غرام يشبه الخروج في غزوة لها لوجيستيك ومراقبة.. لكن كل شيء يمر على ما يرام.. فقلنا شرعوها حلالا للجميع.. قالوا ثوابت الأمة ونعتوا نساءنا بالعهر ورجالنا بالمنحلين والديوتين الذين يريدون لأخواتهم حرية جنسية.. وقالوا الشباب طبعا الذكور عزفوا عن الزواج وعن تحصين فروجهم كأن الزواج ليس فيه إلا الوطء.. الشباب عزفوا بسبب العلاقات غير الشرعية.. الشاب ينال البنات بدون زواج فلماذا سيفكر في الزواج؟
 
تسارعوا وهجموا من كل جانب لحل مشكلة العنوسة وطبعا حلها هو تعدد الزوجات الذي فيه تكريم للمرأة ولم يخطر ببالهم أن يسألوا لماذا يعدد الشاب المسلم العلاقات غير الشرعية ويستهلك الجنس والمواقع الإباحية في سباق محموم خلف موضوع رغبة وحب هلامي هو نفس ركضهم خلف موضوع صاغه الفانتازم وكثرة الجراح.. وتخيلوا أنه في أفق التاريخ سيحكمون الأرض كلها تماما كما يعتقد الشاب أنه يوما ما سيجد الزوجة التي تطبخ مثل أمه وتكون جميلة مثل بوسي وتكون منقبة في الشارع وخليعة كممثلة بورنو في الفراش..
 
يعتقد الشاب أنه يوما ما سيجد الزوجة التي تطبخ مثل أمه وتكون جميلة مثل بوسي وتكون منقبة في الشارع وخليعة كممثلة بورنو في الفراش
 
موضوع رغبة هذياني وبدل أن يجد بنتا حقيقية يحبها وتحبه ويصنعا بيتا يكون فيه الحب والاحترام أساس العلاقة وليس الفانتازم المنفلت من جهة وطلبات الشقة والأثاث والخاتم الألماس من جهة أخرى.. وهكذا ينشأ النكد وتصادر الحريات ويولد أطفال ينضافون الى جيش أسرى الفانتازم يقودهم أبوهم الخائب الأمل إلى مجلس يرصون فيه الصفوف ويحدثهم شيخ جهوري الصوت عن النساء الحقيقيات لا يتغوطن.. لا يتبرزن.. كواعب أترابا.. يعني نهودهن قوية وبكارى في كل يوم جديد يمنيهم بانتصاب سرمدي لا يهدأ.. وبوطء يدوم سبعين سنة أكثر من معدل عمر أي مسلم في العالم..
 
يقول الشيخ إن الممثلة التي تعرض قصة واقعية على الناس.. يجدون فيها موعظة أو حلا.. يقول الشيخ إن الممثلة تستفز الغرائز في التلفاز الغربي ولا أحد يفكر من الراصين الصفوف ولو للحظة أن الشيخ نفسه ذا الخيال الإباحي الجامح هو من يثير الغرائز ويلعب على المخاوف البدائية لجيل النكد والفانتازم السياسي والديني والجنسي..
 
لم تتعود عقدا اجتماعيا وسياسيا شفافا بينك وبين من يديرون شؤونك هم يحاولون ابتزازك وأنت تحاول التحايل على القانون هكذا تغيب الثقة المتبادلة التي هي الأساس لبناء وطن القانون
 
الحرية التي اكتسبتها في فرنسا ليست حرية التحشيش فقد حششت مع الهايبز المحبين للسلام في الصويرة.. والحشيش من ثقافتنا ونحيط تجارته شبه المعلنة شبه الشرعية بفكرنا المبدع في النفاق..
 
فهو ليس ممنوعا جدا وليس متاحا جدا وتبقى رهن مزاج رجل الشرطة الذي سيطلب منك رشوة لكي لا يقودك إلى المخفر.. ولأنك مغلوب على أمرك ستدفع وستجلد نفسك كعادتك وتلومها دون أن تسال رجل الشرطة سؤالا قاطعا "هل الحشيش ممنوع أم لا؟".. أنت لا تعرف أن من حقك إجابات واضحة لأنك لم تتعود عقدا اجتماعيا وسياسيا شفافا بينك وبين من يديرون شؤونك.. هم يحاولون ابتزازك وأنت تحاول التحايل على القانون.. هكذا تغيب الثقة المتبادلة التي هي الركيزة الأساسية لبناء وطن القانون..
 
الحرية التي اكتسبتها في فرنسا ليست حرية السكر فقد ارتدت بارات الوطن حيث يمنع على البنت أن تجلس للكونتوار بدون رجل.. أنت في بار ويلزمك محرم.. مشهد سوريالي يولد الرغبة في الطوفان على البار الحرام..
 
الحرية التي اكتسبتها ليست حرية السهر في المراقص فقد سهرت في الامنيزيا والشارع خمسة حتى الصباح..
 
الحرية التي اكتسبتها هنا هي حرية التصرف في العلن. حرية التفكير.. حرية نقد الجميع بمن فيهم الرئيس وكاردينال باريس.. حرية الانسجام مع الذات التي هي العلاج لكل مشاكل الهوية التي تجعل مسلمي فرنسا على حافة الجنون..
 
الحرية التي اكتسبتها هنا هي حرية التصرف في العلن حرية نقد الجميع بمن فيهم الرئيس وكاردينال باريس حرية الانسجام مع الذات التي هي العلاج لمشاكل الهوية التي تجعل مسلمي فرنسا على حافة الجنون
 
اكتسبت حرية أخرى آتية من آفاق أخرى.. تحرر نهائي من نظرة الآخر.. فلا إطراءه يسبب لي الخيلاء ولا نقده ولا حتى شتيمته تهزني.. ذلك الإطراء الذي يتسارع الجميع في بلدي ليناله فيملأ أشباه المثقفين وأشباه السياسيين وأشباه المتدينين القنوات الفضائية ذات تقنيات التصوير العالية.. استوردتم المضمون الهابط لأن شركات سامسونغ لا تبيع الأفكار للأسف، ولأن أفكارهم ضحلة تتراوح بين قرصنة معلنة لبرامج غربية لا تعكس ذواتنا في الشاشة أو تناول سطحي وسمج لقضايانا الساخنة فيفقد أبناؤنا الثقة في الإعلام ويهاجرون إلى اليوتوب حيث يلتقطهم شيوخ إثارة الغرائز والقتل المقدس..
 
وحين يسافرون إلى سوريا أو العراق نفاجأ وقد يغمى علينا ونحن نصرخ "لقد كان بخير.. لم ألاحظ عليه أي تغير"، هل هو العمى؟ الإنكار الذهاني؟ أم أننا أمام أسر صارت تعيش في بيت واحد دون أن يلتقي أفرادها لأن لكل واحد أيفون وكأن الأيفون يعوض لمة العيلة وأكلة الكسكس ولعب الورق في المساء..
 
فقدنا الروابط الأسرية والاجتماعية وصار الجميع يحذر من الجميع لأن لا أحد يثق في الآخر والثقة المتبادلة هي أصل الأسر الطيبة وأصل الجيرة الحسنة وأصل الوطن المشترك..
 
في فرنسا اكتسبت حرية التخلص من الإيغو المتضخم والمعيق للمعرفة والإحساس بالعالم.. أنا التي كنت صاخبة لا أريد أن أعود إلى بيت لا تمثلني تلفزته ولا علاقات أفراده في ما بينهم، حين يغيب الأمان يصير الشارع امتدادا لبيوت النكد وزعيق الفضائيات..
في فرنسا تعلمت الحب وانتهت غزوات الغرام..
أ
حببت بيتي الصغير الأنيق المرتب تبعا لقواعد الفانشوي ولم أعد بحاجة لأبحث عن غرزة حشيش..
 
أحببت التذكر ولم أعد أشرب لأنسى..
 
تعلمت لعب المونبولي وألعاب الذكاء مع بناتي ولم أعد بحاجة إلى مراقص تشعرني ببعض الدفء..
 
تعلمت أن أصمت وأغوص عميقا بداخلي دون أن يثير الصمت بداخلي مرأى القبر وعذاباته.. صارت ذاتي مسكني وعشي لأن جسدي وعقلي وروحي كتلة واحدة بطهارتها وخطاياها.. وقد قسموني أشلاء قبلها لكي يسلبوا حريتي من شدة خوفهم من داء الحرية المكتسبة الذي يصيب المارقين والعياذ بالله المتأثرين بأفكار الغرب المتخلف علينا بكثير ونحن علمناه النظافة بكتبنا التي تصف كيفية مسح العجيزة بثلاث حجرات وكيفية رش الماء على أطراف الجسد.. ومن أعراض داء الحرية المكتسبة الإسهال اللغوي المستمر حتى إن المصابين به يملأون اليوتوب بكلام لا ينتهي عن سبايا ونكاح الصغيرة وكلام لا يعرفه غيرهم..
 
من أعراضه أيضا أنه تظهر تقيحات على المؤخرة فيجعل الشخص غير قادر على الجلوس وخاصة النساء.. فيخرجن والعياذ بالله بدون سبب شرعي للمنتزهات والشواطئ حاملات حقائب يد مذهبة قال عنها الشيخ إنها مصدر فتنة مثلها مثل اللون الأحمر وطلاء الأظافر والشعر والحجاب والنقاب والأحسن للمرأة أن تقبع في بيتها ولأنها تثير الرجل بمجرد التفكير فيها فيجب أن تختفي نهائيا وبعدها سنصل إلى علاج لداء عويص هو فكرة المرأة من الأصل..
 
حفظنا الله وإياكم من داء الحرية المكتسبة والقيح على المؤخرة الكريمة..
كاتبة ومحللة نفسانية