الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

أرضية مشروع مجلة "رؤية جديدة".. السياق والرهانات

 
المصطفى المريزق
 
1- سياق التأسيس:

مجلة "رؤية جديدة" مشروع إعلامي تنويري حداثي تقدمي، يهدف إلى المساهمة الإعلامية الخلاقة في التثقيف والتنوير وإعادة الاعتبار للدور الطليعي للمجلات المؤثرة والموسعة، التي يجد فيها كل قارئ ضالته، وتشكيل الرأي جماهيريا في كل المجالات، برؤية جديدة، تحريريا ومضامينيا.

ومجلة "رؤية جديدة" ليست مجرد مجلة مكملة أو رقم ينضاف إلى لائحة المجلات، بل جاءت كضرورة ملحة تقتضيها المرحلة، وراهن المغرب، سياسيا، وثقافيا، واجتماعيا، واقتصاديا وحقوقيا وبيئيا، ورد فعل على بؤس المشهد الإعلامي المغربي، الذي تنازل عن وظائفه التثقيفية جراء تنامي الجرائد والمواقع والمجلات الصفراء والتجارية التي انتصرت لثقافة "البوز" و"ملاحقة الشوهة" في ضرب سافر لأدبيات الإعلام الحق والمتمثلة في الانتصار للإنسان وقضاياه بالبحث والدراسة والمعرفة العلمية.

من هنا، وبعد لقاءات ومشاورات دامت أكثر من سنتين مع فاعلين إعلاميين ومثقفين أكفاء مشهود لهم بالكفاءة المهنية والغيرة الوطنية، والقدرة على تفكيك المشهد الإعلامي بالمغرب، واستشراف مآلاته، جاءت مجلة "رؤية جديدة"، كمولود جديد، بطموح كبير يطمح لسد الفراغ الإعلامي الكبير الذي يعاني منه المغرب، والمتمثل في غياب المجلات الموسوعية التي تهتم بكافة المجالات، إنْ توصيفا وتحليلا لها، أو نقدا وتقويما لحاضرها، أو استشرافا لمآل مستقبلها، بنفس تحرري، وخط تحريري تقدمي حداثي وديمقراطي منفتح.

أما عن علل اختيار هذا الوقت بالذات في تحقيق هذا الحلم الذي راودنا منذ أكثر من سنة، فمرده لسببين:

أولهما: أن الرؤية الموجهة لمجلة "رؤية جديدة" قد اكتملت صورتها في أذهان مؤسسيها بعد سلسلة من اللقاءات والمشاورات احتضنها "منتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون".

ثانيا: أن متابعتنا للمشهد الإعلامي خلال جائحة كوفيد-19، قد أكد لنا، بما لا يدع مجالا للشك، صدقية دعوانا القائلة بضرورة خلق مجلة جديدة شاملة وموسوعية، تليق بمغرب المستقبل الذي ننشده، وقد زاد من تكريس الرغبة في إخراج هذا المولود للوجود، ما لمحناه من صمت إعلامي إبان تفشي الجائحة، التي جعلت المواطنين يتساءلون أين الإعلام؟ وأين هم الإعلاميون الذين بمقدورهم تحليل واقع المغرب في مختلف المجالات إبان الجائحة وتنوير الرأي العام، حول راهنه ومستقبله بعد الجائحة؟!.

هذه الأسئلة ومثيلاتها التي تنامت كالفطر خلال الجائحة هي التي بينت بالملموس، أن مجلة "رؤية جديدة" هي السند الفكري الإعلامي الجديد الذي يحتاجه المغاربة من أجل العبور إلى مغرب المستقبل، والتحرر من أغلال الماضي وقيود الإعلام التجاري الخالي من أي محتوى بانٍ.
 
2- رهانات المجلة:

لمجلة "رؤية جديدة" آفاق ورهانات تسعى لتحقيقها، وتنزيلها وفي طليعتها الرهانات التنويرية الواقعية الآتية:

أ- التأسيس لنموذج إعلامي جديد، يتناسب مع طموح أنصار المشروع فكريا ومعرفيا وتطلعاتهم المستقبلية، التي تهدف إلى إجراء فحص شامل لراهننا السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وتجديد رؤيتنا لكل القضايا الملحة والراهنة التي يخوض فيها الفكر الإنساني في كليته، ووضع أسس جديدة لمعالجتها، منهجيا وأسلوبيا ورؤيويا.

ب- تقديم دراسات رائدة ومتميزة في مختلف المجالات، يحكمها مبدأ الإحاطة والشمول في التحليل واستقطاب أقلام وازنة متخصصة، لتنوير النخب والرأي العام حول كل القضايا، وفق تأطير منهجي محكم، وتنظير علمي مُنتِج.

ج- محاربة السبات الإعلامي، والعلمي، وكل أشكال الغلو والتعصب المذهبي والديني والوجداني الذي تعاني منه شريحة كبرى من المغاربة، جراء تأثرها بمذهبيات تنتصر للغة العنف واللاحوار.

د- إعادة الاعتبار للنبوغ المغربي في مختلف المجالات، وتعريف شباب المغرب بأعلام المغرب التنويريين وتقريبهم من مؤلفاتهم وآرائهم، وترسيخ ثقافة الاعتراف بأعلام المغرب، وإعادة بناء العقل المغربي بناء علميا ديمقراطيا يوافق روح "التمغربيت" الحق.

ه- إعادة الاعتبار لدور الإعلام الثقافي في تكوين الرأي العام، وتوسيع قاعدة المثقفين التقدميين بالمغرب خاصة في صفوف الشباب.

و- إنشاء لغة إعلامية جديدة، من رهاناتها تجويد الممارسة الصحفية التحريرية، وإخراجها من ضيق الكذب وتزوير الحقيقة إلى سعة اللغة العقلية الصارمة التي عنوانها الصدق وقول الحق وسد النقائص والثغرات، بأسلوب عال يخاطب العقل والذوق.

ز- التعاقد مع أكبر عدد من المثقفين المتميزين، وعقد حوارات معهم حول قضايا الساعة التي تشغل الناس.

ح- الانتصار لقيم حقوق الإنسان في بعدها الكوني، وتعزيز ثقافة الحوار الباني، والتصدي لكل أشكال الإعلام المضاد الموجه من قبل مذهبيات صماء منغلقة على نفسها.

ط- جعل مجلة "رؤية جديدة" في حراك حواري وفاعلية متجددة دائمة، من خلال تنويع موضوعاتها، وانفتاحها على الشأن المغاربي والدولي، وتفاعلها مع قضاياه.

ي- الجرأة في الطرح ومعالجة مختلف القضايا، والانتصار للحق، وفضح الزيف والتدليس، والتصدي لمظاهر الإفلاس الإعلامي، وكل ما لا يمت بصلة لروح "مغرب المستقبل".

من هنا، وتأسيسا على هذه الرهانات، فإن مجلة "رؤية جديدة" هي مجلة كل التواقين إلى إعلام ورقي ورقمي راق وخلاق، بأفق تكاملي موسع، ووفق ضوابط منهجية عالية، وبقيم حداثية كونية، وبخط تحريري حر وجريء ومسؤول.
 
 
الرئيس الناطق الرسمي لمنتدى مغرب المستقبل (حركة قادمون وقادرون)