الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

العاهل الإسباني يوشح المسؤول الإعلامي المغربي مصطفى أمدجار بوسام الاستحقاق المدني

 
وشّح العاهل الإسباني الملك فيليب السادس، أمس الاثنين 29 ماي 2023، الزميل والصديق والإعلامي المتميز مصطفى أمدجار، مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بوسام الاستحقاق المدني للمملكة الإسبانية من درجة ضابط...
 
وخلال حفل التوشيح، الذي جرى في مقر سفارة مدريد بالرباط وترأسه السفير الإسباني بالمغرب، ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، أعرب مصطفى أمدجار عن الامتنان لهذه المبادرة، التي بقدر ما هي تكريم للعمل المهم الذي يقوم به أمدجار، هي أيضا تكريم للتعاون المثمر بين الوزارة والسفارة الإسبانية، ليثير، بالمناسبة، قضية الأدوار التي يمكن أن تلعبها وسائل الإعلام في تحقيق التقارب الثقافي والحضاري والإنساني بين المغرب وإسبانيا، لافتا إلى أن انشغال المهنيين بهذه الأدوار يتجاوز حدود ما هو مهني وأحيانا أكاديمي، ليصبح موضوعا يستأثر باهتمام مختلف المسؤولين وعلى أعلى المستويات، سواء في إسبانيا او المغرب.
 
وقال أمدجار إنه، منذ بداية انشغاله، قبل أكثر من عشرين سنة، بقضايا العالم الإسباني بمفهومه الثقافي والإنساني، من خلال اللغة والثقافة والإعلام، وقف على الغنى الكبير للعلاقات بين البلدين، ليس فقط بسبب التعاون الواسع في المجالات التقليدية السياسية والاقتصادية ومجالات استراتيجية أخرى، بل أيضا بسبب مستوى التبادل الثقافي والإنساني بين الإسبان والمغاربة كل يوم، والذي تحول في بعض الأحيان المواقف المتباينة والأوضاع الظرفية دون إدراك عمقه.
 
وتابع أمدجار موضحا أن الصحافة المغربية تولي اهتماما دائما ومستمرا بكل ما يتعلق بإسبانيا، إذ تعتبر ذلك من أولويات أجندتها التحريرية، وهو الاهتمام الذي كان دائما حاضرا في المشهد الإعلامي من خلال إصدار منابر باللغة الاسبانية، ويتم ترجمته اليوم من خلال اتساع هذه التجربة في الصحافة الرقمية المغربية المتخصصة والناطقة بالإسبانية، والتي باتت تحتل يوما بعد آخر مكانة مهمة كمصادر للأخبار بين البلدين.
 
ولاحظ المسؤول الإعلامي المغربي أنه إذا كانت وسائط الاتصال التقليدية جزءًا أساسيا ومهما في العلاقات المغربية الإسبانية، التي تتميز بعوامل مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا، فإن السياق الجديد والمفتوح الذي أفرزته الثورة الرقمية وازدياد الترابط الهائل بين المجتمعات لا يمكن إلا أن يكون مفيدا في تعزيز التعارف المتبادل بين المملكتين، وجعله يستجيب لمتطلبات الجغرافيا، التي يجب أن تعلو على بعض الجوانب من التجارب التاريخية المشتركة.

يشار إلى أن الزميل مصطفى أمدجار، الذي نعرفه عن قرب، يعتبر من أبرز الكفاءات الإعلامية المغربية، وهو خريج المعهد العالي للإعلام والاتصال، وحاصل على دبلوم الدراسات الدولية من معهد الدراسات الدولية بمدريد، وراكم تجربة غنية، سواء في التدبير داخل هياكل قطاع الاتصال، أو في العمل المهني الإعلامي، إذ لديه مساهمات مميزة في الصحافة المكتوبة والإلكترونية، فضلا عن العديد من الأبحاث والمقالات، التي أنجزها، والتي تعكس انشغالاته الأساسية بالقضايا الكبرى للمغرب والمغاربة، وفي صدارتها قضية الصحراء المغربية، فضلا عن تحولات العلاقات الدولية، وبالخصوص منها العلاقات المغربية الإسبانية، إذ اشتغل، كثيرا وعميقا، على الفضاء المشترك، الذي يجمع بين المغرب وإسبانيا، والذي يعتبره مشتلا تطورت فيه حضارة غنية ومتعددة الأوجه، انتقلت بعد ذلك عبر قنوات متعددة في اتجاهات مختلفة: نحو أوروبا، ونحو العمق الإفريقي، ونحو أمريكا اللاتينية والشرق.

ويعتقد أمدجار أن العلاقات القائمة بين البلدين تمر حاليا بلحظة مميزة وتناغم جيد، وذلك بفضل إرادة عاهلي البلدين، الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، على تعزيزها أكثر فأكثر، مشددا على دور الثقافة والاتصال في توسيع وتنويع شبكة العلاقات الإنسانية، من أجل إضفاء متانة أكبر على العلاقات السياسية والاقتصادية...
 
ولعل أبلغ تعبير عن رؤية المسؤول الإعلامي المغربي لهذه العلاقات الثنائية، تترجمه كلمة معبّرة وقوية جدا، حين قال مصطفى أمدجار إنه "يتعين علينا مواصلة العمل سويا، لأن لدينا الكثير لنكسبه إذا تمكنا من جعل هذا الفضاء المشترك فضاءً للتعايش والتنمية والتقدم الاجتماعي والثقافي، القائم على تراثنا وتاريخنا، ويتجه نحو مستقبل واعد"...