الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

رانيا الخليلي: "فين الجيش اللبناني".. لعبدة الميليشيا ابكوا بصمت فمستقبلنا بوطننا وليس رهن أوهامكم!

 
رانيا محيو الخليلي
 
لعشاق ما يسمى بالمقاومة الذين انهالوا علي أمس، ونحن نرزح تحت قصف غير مسبوق، بالسؤال: وين الجيش؟
 
وهل في لبنان جيش؟
 
لبنان، كما كل دولة، لديه جيش مدرب بأحدث التقنيات العسكرية، ولدينا فرقة معروفة بأنها "بتاكل راس الحية" اسمها "فرقة المغاوير"... لكن باستئثار حزب الله على قرار الدولة، منع الحكومة من السماح للجيش بالتدخل في الجنوب، وكلنا نذكر قضية الضابط الطيار سامر حنا حين حاول الرد فأردوه قتيلا، ثم قالوا "قتلناه بالخطأ"!
 
حزب الله، الذي تعشقونه، لأنه يمثل بالنسبة لكم صورة الأسطورة التي ستحرر فلسطين والقدس، وهو طوال أكثر من عقدين لم يتقدم شبرا واحدا نحو فلسطين، وأكثر من صواريخ لا تتعدى مداها الكاتيوشا لم يرشق. وحتى لا أكون كاذبة، في الحرب هذه أطلق صاروخين باليستيين: الأول لم يصِب، والثاني، حسب نعيم قاسم، أدخل مليون شخص إلى الملاجئ، معتبرا أن هذا انتصار إلهي، في حين لا يهتم بمليون نازح لبناني في الشوارع بلا مأوى، وأكثر من ألف شهيد، بأقل من أسبوع على العدوان هذا.
 
أمس (الاثنين 30 سبتمبر 2024)، بما أن المقاومة لا تزال قائمة، حسب ما ذكر نعيم قاسم، وفي أوج جهوزيتها، وهي لا تزال بنفس قدراتها، وتستكمل المواجهة، رافضا أي تقارب أو تعاون مع الجيش اللبناني، مما لم يجعل الحكومة التابعة له تتخذ القرار بتدخله رغم محاولات قائد الجيش لإقناعهم بضرورة ذلك.
 
الجيش اللبناني لا يستطيع التفرد بقرار تدخله لأنه أولا مخالف للدستور، وثانيا لعدم التسبب بفتنة طائفية حتى لا يقال الجيش قمع "الشيعة" لأن الجيش هو قوة وطنية للدفاع عن جميع اللبنانيين وليس ميليشيا تدافع عن فئة معينة.
 
ما تسمونه مقاومة يا عرب، من لحظة ما هددنا حزب الله بسلاحه ووجّهه لصدورنا واستباح دماءنا، لم يعد بالنسبة لنا مقاومة، هو ميليشيا، عدا عن سرقة خزينة الدولة وسرقة اعتمادات البنك المركزي، التي هرّبوها وباعوها في سوريا، عدا عن سرقة ودائعنا بالمصارف، وعدا عن ليلة 7 أيار، التي لا يمكن لي، كابنة بيروت، نسيانها ليلةَ دخلوا لذبح السنة، لأن وليد جنبلاط طالب بإلغاء شبكة اتصالاتهم غير الشرعية، والتي تسهّل عملية الاغتيالات الكبيرة التي قاموا بها العام 2005 باغتيال رفيق الحريري. هي ميليشيا أسست لدويلة داخل الدولة، وهذا ما جعلنا نعاني لعقود. عدا عن صناعة الكبتاغون المشبوهة وتوريدها للدول العربية.
 
لن أضيف المزيد لأن بفمي ماء كثير، لكن للمرة الأخيرة أقولها: لن نسمح بالتطاول على جيش لبنان، ولا بالتطاول على رغبتنا، نحن اللبناننين، بتحقيق استقرارنا لنعيش بأمان بعدما خضنا خمسين سنة من الحروب العبثية تارة لأجل الفلسطيني، وتارة لأجل السوري، والآن لأجل الإيراني...

ولعبدة ما يسمى "مقاومة" انتحبوا وابكوا بصمت، لأن مستقبلنا بوطننا ليس رهن أوهامكم، وأعان الله حكوماتكم عليكم فأنتم على قدر من النكران والمحدودية كبير لتتعلقوا بحقيقة كاذبة ترفضون التخلي عنها مهما كانت الحقائق أمامكم جلية. حالتكم مرضية تتوهمون بأن لدينا في لبنان سوبرمان سيحقق أحلامكم الوطنية ولا ترون أن السوبرمان الحقيقي هو من يحقن دماءكم ويحفظ حقوقكم وسيادتكم في وطنكم.
 
 
 
روائية وشاعرة وكاتبة لبنانية