مصطفى عنترة: تضامن مطلق مع المفكر عصيد والمؤرخ كُلّاب في مواجهة تهديدات قوى الظلام
الكاتب :
مصطفى عنترة
مصطفى عنترة
أحمد عصيد ومصطفى عنترة
يتعرض، من جديد، المفكر القدير أحمد عصيد للتهديد بالتصفية الجسدية من طرف بعض أصحاب الفكر المريض المحرض على الكراهية والعنف، وهذه المرة رفقة المؤرخ عبد الخالق كُلّاب بالقتل حرقا وبالذبح والتمثيل بالجثة، وذلك بسبب آرائهما المتعلقة بأصل المغاربة.
فالأستاذ عصيد استطاع بناء أطروحة فكرية متكاملة، ضمن مشروع ثقافي ضخم اشتغل عليه منذ أزيد من أربعة عقود، تركّز حول المسألة الأمازيغية في أبعادها المختلفة كلغة وثقافة وهوية وحضارة وتاريخ، وبالتالي أضحت أفكاره ومنهجية تحليلاته وجرأته المعهودة في تسمية الأشياء بمسمياتها.. مصدر إزعاج للعقول الصغيرة التي لم تقدر على استيعاب هذه الأفكار ومناقشتها.
أما الأستاذ عبد الخالق كُلّاب، فقد نجح، بكل تأكيد، في خلخلة بنيات ثقافية قائمة على "حقائق" تاريخية مغلوطة بفعل قراءته الدقيقة للأحداث، وفهمه للوقائع بناء على مصادر تاريخية قوية، إضافة، وهذا هو الأهم، أن المؤرخ كُلّاب استطاع إبراز الاستثناء الثقافي المغربي في علاقته مع المشرق العربي.
والحقيقة أن أفكار عصيد وكُلّاب تشكل، اليوم، أرضية لنقاش مثمر وهادف لإعادة النظر في مجموعة من المفاهيم وتصحيح العديد من المغالطات المتعلقة بتاريخ المغرب، وثقافة وهوية المغاربة وعلاقتهم بالعروبة والإسلام وغير ذلك.
وقد كان لشبكات التواصل الاجتماعي دورها الإيجابي في هذه الديناميات الفكرية والثقافية، التي ساهم في إثارتها بالشكل الذي جعل جزءا كبيرا من المغاربة يتفاعلون معها وينخرطون فيها. كما كان لشبكات التواصل الاجتماعي دورها السلبي في استغلالها من قبل قوى الظلام لبثّ السموم والحقد والتطرف وممارسة التهديد ضد كل فكر متنور وتحرري.
إن المجتمع الديمقراطي يجب أن يأخذ هذه التهديدات محمل الجد من خلال استنكارها ومواجهتها.. ولا يسعنا والحالة هذه، إلا أن نعلن تضامننا مع المفكر القدير السي أحمد عصيد، وكذلك المؤرخ المتنور السي عبد الخالق كُلّاب، ونؤكد أن حملات التهديد والترهيب لم تنل ولن تنال من عزيمتهما، ولن توقف مسعاهما في إنتاج المزيد من الأفكار وإماطة اللثام عن مجموعة من الحقائق التي أيقظت فعلا جزءا كبيرا من ضمير المغاربة.
وكما قال الشاعر الشيلي بابلو نيرودا: "قد تستطيعون قطف كل الزهور، لكنكم لا تستطيعون وقف زحف الربيع"...