الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الشاعر أمال حجي: دِيدان تَقْتات مِن أَشْيائِي السُفْلَى!

 
أمال حجي
 
توقّف الوَقْت، لِبُرْهَة..
بُرْهَة تَنْضاف لِبُرْهَة تُساوِي الزمنَ كُلّهُ.
الزمن يسيل دونَ عِراك
وَأَنْتَ مُتَّكئك عَلَى انْتِظاركَ كالجماد..
 
عَقْلكَ مَشْلُول
وَنافِذتك تطل عَلَى نَفْسها
يَتَدَلَّى مِنها شَبَح النسيان.
 
يغيب المَطر من جَفْنَيْك
فَتَجِف رُؤاكَ
وَيحْضر المغيب مسرعا.
 
تَنتَحِر وَردة عَلَى حافَّة نَهْر يَسِيح عَلَى أرداف اليَأْس،
يرْقص الحُضُور عَلَى جُمْجُمَة من صَلْصال
فَتَنْتابك رعْشَة الرَحِيل.
 
يسيل الإِهْمال فِيكَ دونَ توقف،
تَحْشُر رَأْسكَ
داخِل فوهَة ناي من غُبار
 
تخْرِج مِنْه أُغْنِيَّة مَيْتَة.
وَيَنْضاف الانْكِسار
إِلَى طابُور الانْتِظار!
 
يَتَشَقَّق مِنْقار طير ضائِع
عَلَى مدْخَل ذاكِرتك،
فَتنْسَى أَن تموت ثانِيَة.
 
تجرّ أَحْلامكَ من خُصلاتها
فَتَمْسِي يَقظتُكَ صَلْعاء.
 
يَخْتَلِس لصّ غَرِيب،
قطَعًا ذَهَبِيَّة، مُعَلَّقَة عَلَى نَصْب ذكرياتك،
تسْقط بَهجتك
صَرِيعَة عَلَى شرفتك
كَفَراشَة مَسَّها شَلَل الضَوْء.
 
تحس بغلغلة فِي طَوق نِسْيانك..
فَتعرف أَنَّ حَتْفك فِيهِ الْتِباس..
 
فَراشَة مُذْهِلَة..
تحوم حَوْلَ أَرِيكَتي..
تَتَغَذَّى مَن أعشوبة يَتِيمة..
وَتَسْتَحِمّ فِي بُقْعَة شمس أَخْطَأت مَوْعدها..
فَيَعْلُو صَوت يَرَقاتها من خَطر داهم..
 
دِيدان تَقْتات، طوال الوَقْت،
من أَشْيائِي السُفْلَى..
لَم أَعد قادِراً عَلَى النُهُوض وَالفِرار كَالعادَة..
 
أَقُول لزين الوِلْدان..
هَيّا نَلْهُو مَعَا، فأنت تَمْتَلك الحَقِيقَة كلها..
يا زين الوِلْدان..
لا تكن بَطِيء الحَرَكَة..
فَالقِطار لا ينْتَظر أَحَدا..