الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الشاعر أمال حجي في قصيدة جديدة: ائْتَمَنتنِي عَلَى عَتَبات مَعْبَد العُشّاق.. إِلَى الأَبَد!!

 
أمال حجي
 
عَلَّمتُكِ نَوْعَيْنِ من القبَل..
وَبَعْض الهَمَسات..
وَأَنْتِ عَلَّمتنِي العِشْق مكمولا..
وَتَفاصِيلهُ..
جُزْؤهُ وَكُلّهُ..
حَذافِيرهُ وَمَجامِيعهُ..
مَضامِينهُ الكُبْرى..
وَحَيْثِيّاته المستترة..
حَفْرِيّاتهُ بالِغَة الدقَّة..
وَمُنْعَرَجاته السِرِّيَّة..
 
وَضَعتِ تَحْتَ تصَرِّفِي..
خَرائِط الصَبْوَة وَالهُيام..
وَتارِيخ التَأَوُّه وَالتَنَهُّد..
وَسَجَّلتِ فِي مُفَكِّرَتي..
آلاف الذِكْرَيات عَن الهوَى وَالجَوَى..
وَكُلّ عَناوِين الصَبابَة..
وَتَقابُل الأَجْساد..
والْتِواءات الأَلْسُن المَعْجُونَة بِبَلَل السُكَّر..
وَانْسِداد الجُفُون...
حالَ الانْفِجار..
المَدِيد..
الطَوِيل..
المُسْتَرْسِل..
الوَهّاج..
لِلمَلَذّات..
لِلصَبَوات..
لِلارْتِعاشات..
وَتَغْرِيدات الشَبَق الشَغُوف..
المُتَدَرِّج..
المتدحرج..
المتحشرج..
الفَوّاح..
 
زَهَوتِ مَعي..
فِي العِشْق المَمْنُوع..
وَتَناسَيتُ نَفْسِي..
فِي أَقْداح العَسَل..
مَعْجُونا..
بِالعَنْبَر وَالياقُوت..
ممزوجا..
بِوَجَع اللَذّات..
يَمِيناً وَشمالاً..
فَوْق أَكْتاف الشَمْس..
أو فِي بَواطِن التُراب النَدِيّ المدهون بِالنَدّ وَالعَنْبَر..
 
عَلَّقتُ أَهْداب تَوَسُّلاتِي،
قِراطاً عَلَى وريقات سَحاب..
سَرِيع الخَطْو..
قَلِيل اللَغْو..
أَنِيق الهِنْدام..
 
سَجَّلتُ صَداكِ..
عَلَى مِساحات الكَوْن..
أَتَحَسَّس مَصْدَرهُ..
من عَلَى نَهْديكِ..
وَأَتَلَمَّس أَوْتار لَذّتكِ..
وَرَنِين صَوْتكِ..
لِأَرْتَع فِيكِ قبلاً..
وَأُناوِل رُوحِي مِنكِ نَفَساً..
قَبْلَ أَن أَراك!..
 
أَنْتِ قَنادِيل ظُلْمَة لَيْلي، هٰذا..
وَأَنْتِ لَيْلَتي اللَيْلَة، هاتِهِ..
أَنْتِ الأَرْض وَالبَيْداء..
وَأَنا المِحْراث..
وَالقِرْطاس..
وَالحبْر.. وَالقَلَم..
أَنا السَهْم القاطِع..
وَالسِيف المَعْقُوف..
وَأَنْتِ مُبْتَغاي..
ورجائي، وَمَرْماي، وَالهَدَف..
 
أَتْلُوكِ..
عَلَى البَحْر الهائِج..
وَالمَوْج المائِج..
والماء الراجف..
وَأَنْتِ لِي قِطْعَة حَلْوَى معلكة فِي فَمِي..
رُبْع شَهدَة..
فِي رُبْع خُبْزَة من شَعِير..
أَنْتِ شَهْوَتي..
وَشَمْعَتي.. وضيي..
وَلَوْعتِي..
وَلُعْبتِي المُفَضَّلَة!..
أَنْتِ نَمِر بَضّ..
رَغْوَة فَوْقَ غَيْمَة..
تَحْتَ خَيْمَتي وشَهْوَتي..
أَنْتِ مُرُوجِي..
عِنْد فَيْضِي وَهِياجِي..
حِين أَضْغَط بِصَدْرِي..
عَلَى بَلُّوطَتَيْ نَهدكِ..
وَيَكُون الصياح..
وَيَكُون العِشْق هُنا..
المُباح مِنْه وَغَيْر المُباح..
وَتَمَوُّج الأَنامِل.. تُعَطِّر مَلْمَسكِ..
من عَلَى نُضج خصريك..
دَوائِر راجفة..
فِي الذَهاب وَالإِياب..
 
وَيَسْتَلْقِي المَدّ فِيكِ..
وَأَجُرّ الجزر منِّي إِلَيكِ..
وَتَعْتَرِفِينَ خاضِعَة..
خائرة..
لبيك.. لبيك..
يا مَوْلاي..
وَسُلْطانِي..
يا تاجاً عَلَى قِمَّة صَدْرِي..
عَلَى مَرْمَى مَهْبَل السَخاء!..
تَفَتّحَ وريقات وَرَدة..
بِبُطْء..
بِلُطْف..
بِتَمَدُّد..
بِتَغَنُّج..
بِتَأَوُّه خَفِيف..
بِشَوْق صامت..
وَلَوْعَة كَامِنه..
مستتبة..
كَالشَمْعَة الحيرانه..
وَرَجْفَة مستتره..
وَرَحْمَة غامِضه..
 
تَقُولِينَ:
أَحْتاج مِنكَ حِبْركَ شَبقاً..
يَفْتَح لِي المَفاصِل وَالفَواصِل..
ويرونق لِي الأفقا..
وَيَزمط فيّ صَهِيل الجِياد..
وَيعصِر منِّي قَطْر النَدَى..
وَيَرْمِينِي فِي غَزَوات اللَذّات..
دُونَ مِيعاد..
وَيُحْصِي لِي أَنْفاسِي وَسُهادِي..
أَنِيناً شَهّيا لمَذاق الغَرام..
عَسلا رائِقاً..
مَذاقاً مُبَلَّلاً برِيق فَاهْيَنا..
وَعناق شِفاهينا..
وَتَشابُك أَنامِل كَفِيّنا..
وَذَوَباننا الخاتِر..
فِي بوتَقَة الأَلَم وَالقَناعَة وَالكِفايَة!!..
 
هَل أَخْلَفتُ يَوْماً مَوْعِدي؟!..
أَكُون هنا..
وَالآنَ..
دَوما..
عَبدا مُطِيعاً..
وَأَنْتِ التِي ائْتَمَنتنِي..
عَلَى عَتَبات مَعْبَد العُشّاق!!..
إِلَى الأَبَد!!..