الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الشاهد: عدسة الروائي (عبد الإله الحمدوشي).. والشهادة: الشاعر (السكتاوي) والناشر (المرادي) ورفقة عمر وحلم

المرادي: ديوان "خلاءَات" للشاعر محمد السكتاوي.. قصائد "أكبر من التجربة وأقرب إلى الرؤيا"

 
أحمد المرادي
 
تُعرض، في جناح "دار التوحيدي" بالمعرض الدولي للنشر والكتاب 2023 بالرباط، المجموعة الشعريّة الجديدة للشاعر والحقوقي محمد السكتاوي (محمد خلاد) بعنوان "خلاءَات".
وستنظم "دار التوحيدي" لقاءً مفتوحًا مع الشاعر، في حفل توقيع ديوانه الجديد، يوم الثلاثاء 06 يونيو 2023 على الساعة الثالثة بعد الظهر، برواقها في المعرض C06.
 
 
تضمّ المجموعة حكايات لرحلات في تيه الخلاء الإنساني سعيا للتحرر من وهْم الوجود وقلق الذات.
ويبدو الشاعر، بطريقته في الكتابة ولغته الشفيفة وأسلوبه الذي يجمع بين تقنية السرد والبعد الفلسفي والتاريخي، وبين توظيف الأسطورة والثقافة الشعبية، كأنه جاء يخلخل بنية نمطية تتحكم في المنجز الشعري وتقيده، ويسعى إلى تخليص الشعر من انزوائه في عتمة لغة مبهمة وتهيؤات تفتقد إلى المعنى ونبض الكلمات وحرارة الوجدان والرؤية المُلهمة، مما جعله يتهاوى في الأفول، ويتوارى في مؤخرة أجناس الإبداع، حتى كاد أن يصير منبوذا يختنق على الهامش لا يلتفت لاحتضاره أحد...
في قراءته لإحدى قصائد "الخلاءات"، يقول الكاتب والشاعر إسماعيل طاهري: "... إن تجربة السكتاوي الشعرية ذات قيمة مضافة، وهي تجربة إحياء وتجدد للقصيدة المغربية المعاصرة". وتابع طاهري قوله إن "هذا الطوفان الشعري ينم عن عمق التجربة وصدق منبعها من رحم أرض المغرب الطيبة وتاريخها وحضارتها الممتدة في التاريخ...".
وتضع الشاعرة والناقدة أسماء المصلوحي "بروفايلْ" للشاعر السكتاوي، في إحدى مقالاتها المنشورة بصفحتها على الفايسبوك، مشيرة إلى تيمة الخلوة ودلالاتها في كتابته الشعرية عن الخلاءات. تقول أسماء المصلوحي: "… وحدها خَلْوَة الروح ما تجعل كتابة الشعر عند محمدنا هذا، طقسًا جوانيا لا صلة له بخارج الذات وداخل الواقع. خَلْوَة مليحة، شفافة المعين، تسري في نصوصه لترينا جيدا كيف تتشكل القصيدة داخل العتمات".
 
وتابعت الشاعرة والناقدة موضحة: "كثيرًا حدث أن خرجتُ من قراءته وأنا ملأى بجلبة الخلوة، حيث لا باب يفضي إلا إلى هسيس النص، وحيث كل باب ليس إلا كوة تطل على شفوف الداخل.
يقول الشاعر:
 
فجأةً حطَّ على رأسي
طائرُ المَوْتِ بأجنحةِ البرق
ثم اختفى في يَمِّ السَّدِيم
مَشْدودًا إليْهِ رفْرف قلْبِي
يلاحقه
 
هذا الشاعر، وهو في رحلته السندبادية، يشق بيضة القلق الوجودي، وينطلق في منعطفات اللغة وجذورها في الذات مستجليا تيمات الخوف والدهشة والغضب والاغتراب والحلم في سراب مفازات الحياة القائظة وتخومه الأخيرة، وفي هذه الرحلة تتموّج القصيدة متنوعة، ويكبر الإنسان السيزيفي، حاملا لعبء مصيره وقلقه واختياره...
يقول الشاعر محمد السكتاوي، الذي يُعرف، أيضا، بتوقيعه الحركي: "محمد خلاد"، وهو يرى نصوصه من الخارج، مخاطبا السندباد، الذي انفلت منه وأبحر بعيداً نحو خلاءَات الأرخبيلات غير المرئية:
 
ليكنْ هذا الخلاء الكبير دَلِيلُك
في سَفرٍ بلا زمن
نحو الأرخبيلاتِ البعيدةِ
أكبرُ من التجربة
وأقْرَب إلى الرؤيا
 
في ومْض لحظةٍ كخطْف البرق
يحلُّ الغيابُ في الحضُور
ينحسرُ ويمتدُّ الامتلاء والخواء
لا تكاد تفرق بينهما
فلا وعيَ في المعارجِ الخفيةِ
 
عبورٌ وهوّة وسكون
ينكسر فيك شيء كلوحِ طينٍ يابس
أليس أنتَ الطين المجبول في يد إله؟
لا شيءَ يبقى منكَ الآن
بين عالمين ينْمحِي جسدُكْ
ويتطاير هباءً
في تمَاس التُّخُوم
 
تلك رحلة في الخلاءات التي لا نراها
في الروح وعلى الأرض وما بعد التخوم الأخيرة
أكبر من التجربة
وأقرب إلى الرؤيا