الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
استغراب لصمت الأساتذة الباحثين على الإصلاح البيداغوجي الذي أعلن عنه ميراوي!

نداء وعتاب.. مشروع ميراوي للإصلاح البيداغوجي جريمة كاملة الأركان في حق الجامعة العمومية

 
عبد الحق غريب
 
زملائي وزميلاتي الأساتذة الباحثين،
 
أستسمح الجميع في البداية لأقول: عيب وعار... وحشومة عليكم!
 
منكم من سيتفق معي، ومنكم من سيختلف... ومنكم من سوف لا يعجبه كلامي وقد يستاء منه ومني... ومع ذلك، لا بأس.
 
وأنا أتابع ما يروج ويُنشر في مجموعات الواتساب للأستاذة الباحثين (حوالي 10 مجموعات)، وفي مواقع أخرى، وما أتوصل به من مواضيع حول التعليم العالي، وما يجري في مختلف الجامعات، أستغرب سكوتكم وصمتكم حول الإصلاح البيداغوجي، الذي أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف ميراوي، أنه سينطلق في شتنبر 2023، وهو الآن يُعرض في الشُّعَب وأمام أعضاء مجالس المؤسسات ومجالس الجامعات... لم أقرأ مقالة واحدة خُصّصَت لتفسير وتشريح هذا الإصلاح البيداغوجي الجديد وهندسته، وتسليط الضوء على عيوبه والجديد الذي يحمله مقارنة مع سابقه ووو...
 
لم تسمح لي الظروف لأدلي بدلوي حول هذا الموضوع، وهو ما سأقوم به خلال الأيام المقبلة.. وقد عبرت عنه بشكل صريح ومقتضب خلال اجتماع اللجنة البيداغوجية المنبثقة عن مجلس المؤسسة في كلية العلوم، التابعة لجامعة شعيب الدكالي.
 
زملائي وزميلاتي
 
الإصلاح البيداغوجي المقرر تطبيقه ابتداء من شتنبر 2023، دون إشراك فعلي وحقيقي للأساتذة الباحثين، وفي غياب موقف واضح ورأي صريح للنقابة الوطنية للتعليم العالي حول مضمونه وتنزيله بشكل أحادي ومُتسرّع، ليس إصلاحا بيداغوجيا، ولا حتى إصلاحا تقنيا، بل هو جريمة كاملة الأركان في حق الجامعة العمومية وفي حق أبناء وبنات الشعب، وضرب في العمق لجودة التعليم.
 
رجاء زملائي وزميلاتي، اقرأوا هذا الإصلاح بتمَعّن وناقشوه وفسروا مخاطره والانعكاس السلبي والخطير في تطبيقه على جودة التعليم...
 
على الشُّعّب ومجالس المؤسسات ومجالس الجامعات والنقابة الوطنية للتعليم العالي وكل الشرفاء أن يتحملوا مسؤولياتهم حتى لا يتهمنا أحد بأن مستقبل الجامعة العمومية ومستقبل أبناء وبنات الشعب لا يهمنا، وأننا خبزيون، وأن هاجسنا الأول والأخير هو متى سنتوصل بـ1000 درهم الأولى... وأن معاركنا البطولية ونضالاتنا المستميتة السابقة لم تكن من أجل الإصلاح الشمولي ومن أجل الجامعة العمومية، بل من أجل الزيادة في أجورنا فقط... وهذا عيب وعار.
 
مع كل التقدير والاحترام لبعض المكاتب المحلية والجهوية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، التي أصدرت بيانا في هذا الشأن، ولكل من عبّر عن رأيه وموقفه... والأمل معقود على صحوة الباقي...