الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

"مارتينيز" لموخاريق: نواصل معركتنا ضد مشروع التقاعد في فرنسا ولا نتواطأ مع الباطرونا

 
أثارت الرسالة، التي وجّهها الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، يوم الثلاثاء 28 مارس 2023، إلى قادة النقابات الفرنسية، تضامنا مع نضالاتهم في مواجهة قرار الحكومة برفع سن التقاعد إلى 64 سنة، الكثير من الجدل في أوساط فاعلين نقابيين ومدنيين مغاربة، الذين ذكّروا موخارق وباقي قادة النقابات المغربية بنجاح حكومة بنكيران في تمرير رفع سن التقاعد، ونبّهوهم، اليوم، إلى أن حكومة أخنوش تتهيّأ لتمرير "إفساد" التقاعد في المغرب، لتحميل أزمة صناديق التقاعد إلى العمال والأجراء والموظفين...
رسالة موخاريق وجّهها إلى كل من لوران بيرجي، الأمين العام للكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للشغل (CFDT)، وفيليب مارتينيز، الأمين العام للكونفدرالية العامة للشغل (CGT)، وفريديريك سوييو، الأمين العام للقوة العمالية (FO)، مشددا، من خلالها، على أن أي إصلاح يهم عالم الشغل وقضايا العمال، وعلى رأسها أنظمة التقاعد، لا يمكن أن تمر إلا عبر آليات الحوار الاجتماعي الجاد والتفاوض المسؤول والأخذ بمواقف ومقترحات الحركة النقابية، وأنه لا يمكن تحميل الأجراء وحدهم تبعات أزمة صناديق التقاعد...
من التعليقات الساخرة، في هذا السياق، نجد مساهمة الأستاذ الجامعي والفاعل النقابي والمدني وكاتب الرأي عبد الحق غريب، الذي كتب تدوينة تقمّص فيها شخصية فيليب مارتينيز، عبارة عن رسالة جوابية متخيّلة، نشَرَها "مع كل الاحترام والتقدير للاتحاد المغربي للشغل ولتاريخه ومناضليه"، جاء فيها، على لسان مارتينيز، أنه لن يبقى أمينا عاما مدى الحياة، والمثير، في هذه الإشارة المعبّرة، أن المؤتمر الثالث والخمسين للنقابة انتخب، اليوم الجمعة 31 مارس 2023، صوفي بينيه (41 سنة)، أمينة عامة جديدة، لتكون أول أمرة تسيّر هذه النقابة، التي أنشئت قبل 128 عاما (نقابة "س جي تي" اليسارية تأسست سنة 1895)...
المثير، أيضا، أن أول قرار تتخذه صوفي بينيه هو الرد على دعوة حكومة إليزابيت بورن، التي تنوي استقبال النقابات، إذ أكدت رفضها أية مفاوضات إذا لم تتخل الحكومة عن قانون إصلاح التقاعد... وفي ما يلي رسالة عبد الحق غريب متقمّصا شخصية فيليب مارتينيز:
 
عبد الحق غريب
 
من الأمين العام للكونفدرالية العامة للشغل فيليب مارتينيز
 
إلى الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الأخ ميلودي موخاريق
 
باسمي واسم زميليّ لوران بيرجر، الأمين العام للكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للشغل، وفريديريك سوييو، الأمين العام للقوة العمالية، يطيب لنا أن نتقدم إليكم بأسمى عبارات الشكر والامتنان على رسالتكم، التي عبرتم من خلالها، قبل أربعة أيام، عن تضامنكم مع نضالات نقاباتنا لمواجهة قرار الحكومة الفرنسية برفع سن التقاعد إلى 64 سنة.
 
وإذ نعتز ونفتخر بعلاقات الأخوة والتضامن التي تربط نقابتكم بالمنظمات النقابية بفرنسا، نود أن نعبر لكم نحن كذلك عن تضامننا معكم وعن كامل استعدادنا للوقوف إلى جانبكم لمواجهة قرار حكومتكم أيضا بإصلاح التقاعد. ومن أجل إنجاح هذه المهمة، نستسمحكم الأخ موخاريق في بعض الملاحظات:
 
نخوض معركة بطولية ليس من أجل أن يتقاسم الأجراء والدولة تبعات أزمة صناديق التقاعد، كما تقترحون في رسالتكم، بل من أجل سحب المشروع برمته بدون مساومة ولا أنصاف الحلول، ومن أجل حث الحكومة على إيجاد حلول ناجعة لصناديق التقاعد بعيدا عن جيوب العمال والأجراء
 
الملاحظة الأولى تتعلق برسالتكم، حيث جاء فيها بأنه "لا يمكن أن يمر إصلاح التقاعد إلا عبر آليات الحوار الاجتماعي الجاد والتفاوض المسؤول، وأنه لا يمكن تحميل الأجراء وحدهم تبعات أزمة صناديق التقاعد".
 
إننا نود أن نؤكد لكم، الأخ موخاريق، في هذا الشأن، أن الآلية التي نؤمن بها، نحن الأمناء العامين الثلاثة، ومعنا قيادات التنظيمات الأخرى وكافة الشعب الفرنسي، ونعتمدها الآن لمواجهة مشروع إصلاح التقاعد، هو النزول للشارع قبل الجلوس إلى طاولة الحوار، وأننا نخوض معركة بطولية ليس من أجل أن يتقاسم الأجراء والدولة تبعات أزمة صناديق التقاعد، كما تقترحون في رسالتكم، بل من أجل سحب المشروع برمته بدون مساومة ولا أنصاف الحلول، ومن أجل حث الحكومة على إيجاد حلول ناجعة لصناديق التقاعد بعيدا عن جيوب العمال والأجراء.
 
ولعلمكم، الأخ موخاريق، فقد توصلنا بدعوة من رئيسة الوزراء إليزابيت بورن من أجل الحوار، ولم نعلق الاحتجاجات والإضرابات كما هي القاعدة عندكم في المغرب، لأننا في فرنسا نخوض الإضراب ثم نتحاور، ولا نعلن عن تعليق أي احتجاج أو إضراب إلا بعد تحقيق مطالبنا.
 
أنا لست ميليارديراً ولم أغتنِ من عرق جبين الطبقة الكادحة، ولا أتعانق مع الوزراء بعد جلسات الحوار، ولا أجلس لآكل ما لذ وطاب من موائد الحكومة، ولا أمارس البيروقراطية داخل تنظيمي، ولا أتواطأ مع الباطرونا لسحق الطبقة الكادحة، ولن أبقى أمينا عاما مدى الحياة
 
ولِعِلمكم، كذلك، فإننا نلتزم بتنوير الرأي العام حول كل ما يدور بيننا وبين من نجلس معهم للحوار، ونعتبر عدم تنوير الرأي العام بما يروج في الحوار خيانة في حق الطبقة العاملة وفي حق الرأي العام، خاصة إذا كانت سرية الحوار بطلب من الحكومة.
 
الملاحظة الثانية، لنثير انتباهكم الأخ موخاريق إلى أن الحكومة الفرنسية تضرب لنا ألف حساب عكس حكومتكم، والفرنسيون يخرجون إلى الشارع ويضربون عن العمل كلما دعوناهم لذلك. والسبب طبعا هو المصداقية التي يتحلى بها القياديون النقابيون.. ولكم في شخصنا المتواضع (فيليب مارتينيز) خير دليل، فأنا لست ميليارديراً ولم أغتنِ من عرق جبين الطبقة الكادحة، بل أنا مواطن بسيط، لا أعرف كيف أربط ربطة العنق في المناسبات الخاصة، وأضع ملابس تتماشى مع حياتي المتواضعة، وأعيش في منزل متواضع يقع في إحدى ضواحي باريس وليس في أحد الأحياء الراقية، وأركب سيارة قديمة من صنع بلدي، ولا أتعانق مع الوزراء بعد جلسات الحوار، ولا أجلس لآكل ما لذ وطاب من موائد الحكومة، ولا أمارس البيروقراطية داخل تنظيمي، ولا أتواطأ مع الباطرونا لسحق الطبقة الكادحة، ولن أبقى أمينا عاما مدى الحياة (لقد أعلنت عن التنحي من المسؤولية خلال المؤتمر المقبل)، ولا أهادن أو أساوم في عرق جبين من وضعوا ثقتهم في شخصي، لأن مسؤوليتي الأولى والأخيرة هو تحقيق مطالبهم والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.. أما راتبي الشهري وممتلكاتي، فإن الإعلام الفرنسي تطرق إليها بما فيه الكفاية، وكل الفرنسيين يعرفون التفاصيل.
 
وتقبلوا، الأخ موخاريق، فائق التقدير والاحترام.