الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بالعلم وليس بعقلية الشيوخ والفقهاء.. اليابان تشيد بنايات وناطحات سحاب وقناطر تقاوم أشد الزلازل

 
عبد الحق غريب
 
بفضل العلم، يستطيع الإنسان أن يواجه غضب الطبيعة، وأن يقاوم هذا الغضب، وقد ينتصر عليه... الزلازل نموذجا.
 
توجد اليابان في منطقة تعتبر من أكثر المناطق في العالم، التي تتعرض باستمرار إلى هزات أرضية، إذ تقع على طول المنطقة المسماة بـ"الحزام الناري"، وهي عبارة عن منطقة وهمية شبيهة بحدوة الحصان، تتبع حافة المحيط الهندي، حيث تحدث أغلب الزلازل والانفجارات البركانية (حوالي 10% من البراكين النشيطة في العالم).. ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإنَّ 81% من أكبر زلازل العالم تحدث في هذا الحزام النشيط...
 
تتعرض اليابان إلى حوالي 1500 هزة أرضية في السنة، تختلف قوة درجاتها من هزة إلى أخرى، قد تصل إلى 9,1 درجات على سلم ريشتر، كما هو الحال في مارس من سنة 2011... وآخر هزة أرضية قوية ضربت البلاد كانت في فبراير 2021، وقد وصلت درجتها إلى 7,3 على سلم ريشتر (زلزال فوكوشيما).
 
استطاع اليابانيون، بفضل عقولهم، أن يقاوموا هذه الزلازل، وبنوا بنايات ضمنها ناطحات سحاب وقناطر تقاوم أشد الزلازل... ورغم أن البلاد تتعرض لأكثر من 1500 هزة أرضية في السنة، فإننا لا نسمع عن خسائر، سواء في الأرواح، رغم الكثافة السكانية (أكثر من 120 مليون نسمة)، أو في المباني، رغم وجود ناطحات سحاب.
 
لو تعامل علماء اليابان مع هذه الزلازل بعقلية الشيوخ والفقهاء عندنا، لما وصلت اليابان إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم وازدهار وعمران، ولسمعنا من حين لآخر عن دمار وخراب هنا وهناك، ومئات أو آلاف من ضحايا الزلازل... ولن نسمع أبدا عما يسمى بكوكب اليابان.
 
لو تعامل توماس أديسون وجيمس وات وإسحاق نيوتن وماري كوري ولويس پاستور وألفريد إنشتاين وستيف جوبز واللائحة طويلة وعريضة... لو تعاملوا بعقلية الشيوخ والفقهاء عندنا، لبقي الإنسان يعيش حياة بدائية... ولما استطاع الملايين من مرضى السكري العيش حياة أطول بفضل حقنة الأنسولين، على سبيل المثال لا الحصر هناك 537 مليون بالغ متعايشون مع مرض السكري سنة 2021.