الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

لمشاهدة مقابلات الأسود.. بعض أصحاب المقاهي يتحوّلون إلى "تجار حروب"!

 
محمد نجيب كومينة
 
أبان بعض أصحاب المقاهي، في المجال الذي أتحرك فيه ولا أدري ما إذا كان الأمر نفسه في مجالات أخرى، أبانوا عن جشع بشع وعن سلوك لا يشرف ولا يعكس هذه الروح الوطنية، التي برزت في بلدنا بفضل نتائج الفريق الوطني المغربي في المونديال. ذلك أنهم استغلوا رغبة المغاربة في مشاهدة مقابلات الفريق الوطني بشكل جماعي ليرفعوا الأثمان بنسب تصل إلى 500% أحيانا.
 
وإذا كنت شخصيا أو غيري قادرين على دفع 50 درهما مقابل قهوة، فإن عددا كبيرا من المغاربة لم يكونوا قادرين على دفع هذا الثمن. وقد رأيت شبابا يعودون ووجوههم وجمة وعيونهم منكسرة تكاد تدمع لأنهم لا يملكون 50 درهما، أو يحاولون مشاهدة المباراة من بعيد حين يسمح لهم بذلك.
 
هذا السلوك الشبيه بسلوك تجار الحرب كان يستدعي تدخل المصالح الاقتصادية التابعة للعمالات، مادام أن لكل مقهى تصنيفا يترتب عليه ثمن محدد، وكان مفروضا أن يتحمل العمال والولاة مسؤولياتهم لوضع حد لسلوك متكرر يمس في العمق الشعور بالانتماء، وهذا هو الأخطر، وهم الأعرف بأن كثيرا من موظفي المصالح الاقتصادية والمراقبة مرتشون وفاسدون، ويمكن أن تدفعهم مصلحتهم وعلاقاتهم مع التجار والمقاهي وغيرها الموسومة بالفساد المكشوف إلى التغاضي عن سلوك كهذا أو غيره مما يمكن أن يشكل خطرا على الصحة العامة.
 
أن تُشعر مغاربة بالغبن بسبب قلة ذات اليد في هذه اللحظة المشحونة بالمشاعر الوطنية الصادقة، بزاف عليك تمغربيت! وأن تتغاضى على سلوك يرمي إلى خلق شعور بغبن جماعي، معناه أنك لست أهلا للمسؤولية في وطن اسمه المغرب!