الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

حجب خبر مباراة المغرب وبلجيكا.. عداء حكام الجزائر للمغرب والمغاربة يصل إلى حد الجنون

 
محمد نجيب كومينة
 
لم أتصور من قبل أن عداء حكام الجزائر ومن يسيرون في ركبهم للمغرب والمغاربة يمكن أن يصل إلى حد الجنون الذي لا ينفع معه طبيب أو دواء أو فقيه أو ساحر.
 
حجب الخبر المتعلق بمباراة المغرب وبلجيكا في كأس العالم من أخبار قناة جزائرية مرتبطة بالمخابرات والجنرالات أثار الاستهزاء عالميا، لأن الجزائريين يمكن أن يصلوا إلى الأخبار، التي تصادرها وسائل الإعلام الجزائرية ذات الخط التحريري القائم على الحقد والضغينة والغباء المركب، في عالم مفتوح يستحيل على الرقابة البليدة أن تغير من معطياته.
 
 
من يعتقدون، عن جهل، ومن ينساقون وراء الشعارات المحنطة، يجب أن يفهموا اليوم، من خلال عدد من السلوكات المخبولة لنظام الجنرالات الفاشل المتسلط على الأشقاء الجزائريين، أن هذا عداء هذا النظام لا يخص النظام المغربي، بل إنه يشمل اليوم كل ما هو مغربي، وأنه يسعى بكل الوسائل المتوفرة لديه لنقل هذا العداء إلى أوسع فئات الشعب الجزائري، ليس بالرقابة على خبر أو أخبار، بل بنهج دعائي يمتح من المرجعية النازية، التي مكنت من نشر وعي متوحش وعنصري وقادت ألمانيا وأوروبا إلى كارثة ومجزرة الحرب العالمية الثانية.
 
والخطير، في هذا النهج الدعائي، أنه يعتمد الأكاذيب ويحولها إلى أخبار وحقائق وينشر جراء ذلك حالة من الجنون الجماعي، الذي نراه من خلال التعامل مع الإقصاء من مونديال قطر من طرف المنتخب الكاميروني إعلاميا، أو أيضا من خلال تشجيع فرق أمريكية لاتينية أو أوروبية ضد الفرق العربية والأفريقية، أو الترويج لفكرة أن المونديال بدون الجزائر ليس مونديالا، أو حتى الترويج في الأيام الأخيرة لفكرة أن الفريق الجزائري يمكن أن يحل محل الفريق الكاميروني حتى بعد انطلاق المنافسات وقرب نهاية دوري المجموعات... إلخ، والكرة نموذج فقط.
 
أكيد أن هذا الجنون ناتج عن إحساس عميق لدى حكام الجزائريين بالفشل على كافة المستويات، بعدما أهدروا بشكل جنوني موارد الجزائر وشعبها وأفقدوها القدرة على التحرر من أسر ريع غير قابل للدوام إلى ما لا نهاية، وبعدما تبين لهم أنهم يتأخرون فيما تتقدم مجموعة من البلدان الأفريقية والعربية، التي تنتج أو لا تنتج المحروقات، وأنهم أيضا لم يتمكنوا من بناء دولة قادرة على السير بدون سيطرة العسكر ومن توحيد الجزائريين حول مشروع وطني وقيم مشتركة وموحدة، ومن ضمان الاستقرار على أساس طوعي وتوافقي وبالشكل الذي لا يجعل العشرية السوداء تعود.
 
ومن المؤكد أن الجزائر لم تخرج بعد من آثار العشرية السوداء، وما يزال المجرمون الذين ارتكبوا أفظع الجرائم خلالها مسيطرين ونافذين وقادرين على خنق الأصوات الجزائرية الحرة وتكبيل الجزائريين، وهنا تكمن المشكلة الكبيرة، ذلك أن محاولات الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لتجاوز مخلفات تلك العشرية انتهت بمرضه وبقي بعدها الفراغ والغباء والجنون، ومع مجيء شنقريحة "كملات الباينة وولّا الضْريبْ بلحجر"... الله يستر!!!