الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات حاكم الشارقة
الشارقة تنظم معرضها الدولي الـ41 للكتاب وأحمد المرادي يعتبره المعرض الأول عالميا على الإطلاق
الكاتب :
"الغد 24" والوكالات
جلال مدني
تنطلق، يوم الأربعاء 2 نوفمبر 2022، فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الواحدة والأربعين، الذي ينتظر أن يفتتحه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وستتواصل فعالياته على مدار 12 يوما حتى يوم الأحد 13 نوفمبر 2021، بمشاركة كبار الكتاب العرب والأجانب، ودور نشر من مختلف بلدان العالم، ضمنها المغرب.
وقال الكاتب والناشر المغربي أحمد المرادي، مدير نشر دار التوحيدي، المعروفة بإسهاماتها الحضارية والتنويرية والإبداعية في الساحة الثقافية المغربية والعربية والعالمية، إن هذا المعرض، بما هو عنوان لمسيرة حضارية لدولة الإمارات، يقدّم للعالم ملامح المشروع الثقافي لإمارة الشارقة، الذي يتميّز بإعلاء شأن الكلمة المقروءة وشموخ أثرها في صناعة المستقبل...
الكاتب والناشر أحمد المرادي يتحدث إلى قناة إماراتية حول فعاليات معرض الشارقة
وأبرز المرادي، في تصريح لموقع "الغد 24"، أن هذا المعرض يجسد رمزا للتطلّع الإماراتي إلى العُلا، مستدلًّا على ذلك بالقول "يكفي أن تعلم أن هذا المعرض بدأ، في دوراته الأولى، صغيرا متواضعا، وبإرادة المشرفين والمنظمين، بدأ ينمو ويكبر، ومعه فعالياته، التي مضت تزهر وتتطور، ليصل اليوم إلى العالمية المشهود له بها في العالم أجمع"...
لم يكن الكاتب والناشر المغربي أحمد المرادي، الذي ظل يحرص على المشاركة في معرض الشارقة طوال عدة سنوات، يبالغ في تقييمه للمعرض، وهو المعروف في الساحة الثقافية المغربية بصرامته الشديدة في أحكامه الفكرية، وبالفعل، فإن هذا المنحى التطوري شدّد عليه، بكلمات معبّرة، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، بالقول إن "معرض الشارقة الدولي للكتاب بدأ حاضنا لبضع دور نشر ومئات الزوار، وها هو اليوم يستضيف أكبر عدد من الناشرين في تاريخه، بواقع 2213 ناشرا"...
أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب
جاءت هذه الكلمة خلال المؤتمر الصحفي، الذي كانت عقدته هيئة الشارقة للكتاب في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2022، والذي تحدّث خلاله كل من أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد حسن خلف، المدير العام لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وجوزيبي فينوشيارو، القنصل العام لإيطاليا في دبي، وخولة المجيني، المنسقة العامة للمعرض، ومنصور الحساني، مدير إدارة خدمات النشر في هيئة الشارقة للكتاب. وتميز المؤتمر بحضور علي بن حاتم، رئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، وراشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، وسالم عمر سالم، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ومحمد العميمي، نائب رئيس شراكات الأعمال ودعم العملاء في (اتصالات)، وإيدا زيليو غراندي، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي، وأميديو سكاربا، مدير وكالة التجارة الإيطالية في الإمارات...
في هذا المؤتمر النوعي، قال أحمد بن ركاض العامري إن "معرض الشارقة الدولي للكتاب حين يُذكر يحضر (مشروع الشارقة الثقافي الكبير)، وهذا يجعلنا فخورين كثيراً، لأننا في الشارقة نجني ثمار غرس زرعه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قبل أكثر من 40 عاما، وظل يرعاه ويعتني به، عاما بعد آخر، حتى وصلنا لليوم الذي نجني ثمار هذا الغرس"...
وأضاف العامري: "بدأ معرض الشارقة الدولي للكتاب حاضناً لبضع دور نشر ومئات الزوار، وها هو اليوم يستضيف أكبر عدد من الناشرين في تاريخه، بواقع 2213 ناشراً، فأصبح المعرض الأول على مستوى العالم في بيع وشراء حقوق النشر في العام 2021، والوصول إلى هذه المرتبة لم يكن يوماً غاية للشارقة، إلا أن ما وصل إليه المعرض يعد استحقاقا لما بناه صاحب السمو حاكم الشارقة".
ومن خلال المعطيات، التي وفّرتها هيئة الشارقة للكتاب، واستعرض تفاصيلها منصور الحساني، مدير إدارة خدمات النشر في الهيئة، فسيشارك في المعرض، الذي ستكون إيطاليا هي "ضيف الشرف" في هذه الدورة، أكثر من 2213 دار نشر من 95 دولة من بينها المغرب، تتوزع بين 1298 دار نشر عربية، و915 دار نشر أجنبية، وتتصدر قائمة المشاركات عربياً الإمارات ومصر العربية ولبنان، وسيعرض المشاركون أزيد من 1.5 مليون عنوان، على مساحة تتعدّى 18 ألف متر مربع.
منصور الحساني مدير إدارة خدمات النشر في هيئة الشارقة للكتاب
ويمثل المغرب، في هذا المعرض، 12 دارا للنشر، منها دار التوحيدي ومكتبة دار الأمان من الرباط، وباب الحكمة من تطوان، ودار آفاق من مراكش، وسليكي أخوين ومكتبة فاصلة من طنجة، ودار الرشاد وأفريقيا الشرق وملتقى الطرق وينبع للكتاب من الدارالبيضاء، والمركز الثقافي للكتاب والمركز الثقافي العربي (بيروت-الدارالبيضاء)...
ومن اللافت أن فعاليات المعرض، في دورته الواحدة والأربعين، ستُنظم تحت شعار "كلمة للعالم"، شعار وصفته منسقة المعرض، خولة المجيني، بأنه يحمل خصوصية كبيرة للشارقة. وقالت المجيني إن "(كلمة للعالم).. هي احتفاء بقدرتنا كبشر على صنع التغيير ونشر الإيجابية وتحقيق التواصل، كما أنها تأكيد على أن الشارقة منصة حية للتبادل الثقافي والالتقاء المعرفي بين الشعوب"...
خولة المجيني المنسقة العامة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب
من جانبه، اعتبر الكاتب والناشر المغربي، في تصريح لـ"الغد 24"، أن هذا الشعار جاء في وقته، ويشكّل أبلغ تعبير حضاري بديل لما يجري حاليا من أحداث في عدة بقاع من العالم تتحدّث بالبندقية والقنبلة والصاروخ والدم، ولذلك، فإن شعار معرض الشارقة هو رسالة سلم وسلام إلى كل العالم، رسالة تدعو البشر، أو الإنسان، من مختلف الأجناس والألوان والأديان والثقافات والحضارات، إلى الإعلاء من شأن الكلمة، لتكون هي لغتنا وأداتنا ووسيلتنا للتواصل الحضاري وللحوار الإنساني، مشددا على أن ثقافة الكلمة، في بنية شعار معرض الشارقة، هي الثقافة الوحيدة، التي يمكن أن ترتقي بالإنسان المتحضّر، والتي يمكن أن تطمئننا على المستقبل في عالم متغيّر ومضطرب...
وقال المرادي إن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعيد إلينا، وإلى العالم أجمع، الأمل في الكلمة المؤمنة بقضية حوار وتواصل الحضارات باعتبارها خيارا استراتيجيا ومستقبليا لاحترام التعدد الاجتماعي والتنوع الثقافي وتعزيز التعاون وتقوية التفاهم بين الشعوب والدول في عالمنا المعاصر...، ليخلص المرادي إلى أن هذا، بالذات، هو ما تسعى إليه، باستحقاق، فعاليات الدورة 41 لمعرض الشارقة، معربا عن أمله القوي في أن المعرض سيحقّق، باقتدار، هذا الهدف الحضاري السامي...
الكاتب والناشر أحمد المرادي في رواق دار التوحيدي بالمعرض في دورته الأربعين
يشار إلى أن المعرض يجمع، من خلال "مؤتمر الناشرين،" في دورته الـ12، الذي ينعقد على مدى 3 أيام، من اليوم الأحد30 أكتوبر إلى يوم الثلاثاء فاتح نوفمبر، عدداً من ممثلي دور النشر والوكلاء الأدبيين من مختلف دول العالم، ويوفر المؤتمر فرصة للمشاركة على منصات مخصصة للاجتماعات وعقد الصفقات التجارية وتبادل الخبرات والمعارف حول آفاق تطوير القطاع وإبراز الممارسات العالمية الرائدة في قطاع النشر.
ويشارك، في دورة هذا العام، مجموعة من الكتاب والمفكرين والشعراء الإماراتيين، إضافة إلى نخبة من ألمع الأدباء والكتّاب والفنانين العرب والأجانب.
كما خصص المعرض، كذلك، 623 فعالية للصغار، تتنوع بين ورش العمل والمسرحيات والعروض الترفيهية والتعليمية، بالإضافة إلى عروض الطبخ الخاصة بالأطفال، يشارك فيها 45 متخصصاً من 14 دولة.
وستتميز هذه الدورة، كذلك، بتنظيم 6 برامج جديدة لأول مرة، تشمل: مهرجان الإثارة والتشويق، الذي ينظم بالتعاون مع (Thriller Festival) في نيويورك، ويستمر 3 أيام في الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر، ليتيح الفرصة للكتاب لعرض كتاباتهم من نوع الإثارة والتشويق، كما يستضيف المواهب الإبداعية من مؤلفين ووكلاء وناشرين، ويشهد تنظيم حلقات نقاش وورش عمل للكتابة وقراءات وتوقيع كتب.
ويقدم المعرض برنامج الكتاب الإماراتيين الشباب، الذي يوفر الدعم الكامل لمبدعي الثقافة من الأجيال الناشئة، عبر منصة تتيح لهم تطوير مهاراتهم من خلال جلسات حوارية لتبادل التجارب والخبرات، ويتيح البرنامج ايضاً للشباب المشاركة في أمسيات شعرية، إضافة إلى تنظيم أوراش عمل متخصصة للفئة العمرية من 18 فما فوق، تتضمن أوراشا حول فن التصوير وأخرى حول الحرف والصناعات اليدوية وغيرها.
ويشارك في تقديم أوراش العمل في منصة التواصل الاجتماعي 10 مشاركين من 7 دول يقدمون 30 ورشة عمل متخصصة بمواقع التواصل الاجتماعي، تتناول مواضيع متنوعة منها الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، والاستراتيجيات التي تجعل الأفكار قوية وفعالة.
ويستضيف ركن الكتب المصورة (كومكس) 188 فعالية وورشة عمل، ضمن 16 موضوعاً، و4 عروض جوالة، منها فعاليات حول الرموز الرقمية NFT، واستكشاف الشخصيات والرسم التقني.
واحتفاء بإيطاليا وثقافتها وفنونها باعتبارها ضيف شرف المعرض هذا العام، سيتم تنظيم 32 فعالية متنوعة تتوزع على: 17 فعالية ضمن البرنامج الثقافي، و4 برامج ضمن ركن الطهي، و5 برنامج للأطفال، و6 عروض ترفيهية وجوّالة.