من أكادير إلى تامنصورت.. حافلات "ألزا" تضاعف الاختلالات والمجتمع المدني يدخل على الخط
الكاتب :
"الغد 24"
في خضم الكوارث المترتّبة عن الخروقات الفادحة، التي ترتكبها الشركة الإسبانية "ألزا" ضد النقل الحضري عبر الحافلات في المغرب، وضد المواطنات والمواطنين المغاربة في المدن الستّ، التي تهيمن فيها هذه الشركة الأجنبية على قطاع النقل الحضري، تتفجّر، بشكل مستمر، احتجاجات الزبناء، ليس آخرها ما حدث في أكادير وفي تمنصورت...
ففي أكادير، عادت حالة التذمر والغضب لتغزو نفوس المواطنين، بسبب تفاقم معاناتهم المريرة من التأخر المتواصل لحافلات "ألزا"، خصوصا على مستوى الخط 12، الذي يمس أعدادا كبيرة من المواطنين، الذين يتنقّلون يوميا بين أيت ملول وأكادير، وضمنهم تلاميذ وطلبة وعمال وموظفين عموميين ومستخدمين في شركات خاصة محلية أو وطنية ودولية، مع ما يترتّب عن حالات التأخير من إخلال بالحياة الطبيعية الدراسية والمهنية، الذي قد تترتّب عنه عدة مشاكل إدارية واجتماعية، قد تصل، أحيانا، إلى أوضاع مأساوية...
والمصيبة، هنا، أن مضاعفات ومشاكل تأخر حافلات "ألزا" ليست الوحيدة التي تضاعف معاناة المواطنين في أكادير، بل أيضا حالة الحافلات، وكذا قلّتها، خصوصا في الخط 12 المذكور، الأمر الذي "يخنق" الركاب بفعل الاكتظاظ المهول في الحافلات، خصوصا في أوقات الذروة، حيث تتحوّل حافلات "ألزا" إلى جحيم أرضي متحرك، مضافا إلى هذا وذاك ما يترتب عن الاكتظاظ من عذاب نفسي ومن اندلاع أعراض وسلوكات مرضية داخل الحافلات...
هذا الوضع المتردي، دفع العديد من المواطنين في أكادير إلى التعبير عن غضبهم وتذمّرهم من حافلات "ألزا" ومن خروقاتها وسوء تدبيرها للنقل الحضري في أكادير وأيت ملول، وعن مطالبتهم لإدارة الشركة بتجويد خدمات حافلاتها والزيادة في أسطولها بدل الاكتفاء بـ"لهف" أموال المغاربة والضرب بعرض الحائط التزاماتها الواردة في دفتر تحمّلاتها حول مزاعم توفير نقل حضري متقدم ومتطور وآمن!!!
وضعية تأخر الحافلات وحالات الاكتظاظ لا تخص النقل الحضري في أكادير وأيت ملول فحسب، بل إن هذه الوضعية باتت هي السمة الغالبة في باقي المدن، التي تهيمن عليها، ولعل آخر نموذج عن التأخر والاكتظاظ وعن احتجاجات الركاب نجده في تامنصورت، التي اضطر مجتمعها المدني، بعدما بلغ السيل الزبى بالركاب، إلى مراسلة كل من يهمهم الأمر، وفي المقدمة الشركة الأجنبية "ألزا"، من أجل رفع الحيف عنهم، ومعالجة التأخرات والاكتظاظات، وإضافة خطوط وحافلات جديدة...
في هذا الصدد، شدّدت 14 جمعية من هيئات المجتمع المدني بمدينة تامنصورت، في مراسلة وجّهتها إلى مدير شركة "ألزا"، ووضعت نسخا منها لدى رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، ورئيس مؤسسة مراكش الكبرى للنقل، ورئيس المجلس الجماعي لحربيل، ورئيس المنطقة الحضرية تامنصورت، على ضرورة تعزيز خط تامنصورت/ مراكش، بحافلات إضافية وخلق خطوط جديدة، توصل إلى نقط أخرى بقيت مهمّشة ومقصية بمدينة مراكش.
المراسلة المذكورة، التي وُجّهت أيضا إلى وسائل الإعلام، أوضحت حجم التزايد العمراني والكثافة السكانية المتنامية في مدينة تامنصورت، لتدعو إلى إضافة حافلات كافية لتعزيز الخط الرابط بين باب دكالة وتامنصورت، مرورا بالحي الصناعي، مع إضافة خطوط جديدة تربط تامنصورت بأحياء العزوزية، ودوار العسكر، والمسيرة، والكليات التابعة لجامعة القاضي عياض في الداوديات.
خطوة المجتمع المدني في تامنصورت ليست خطوة معزولة، ولا قضية عادية حتى تجتمع عليها 14 جمعية مدنية، بل هي انعكاس لما يعتمل في المجتمع، في نفوس سكان مراكش وتامنصورت، الذين شرعوا في رفع أصواتهم عاليا من أجل إنقاذهم من الوضع المتأزم للنقل العمومي، بسبب سلوكات إدارة شركة "ألزا"، المتميزة باللامبالاة وإهمال معاناة الركاب، مادام كل ما يهمها وتبالي به هو التهام الأموال من المجتمع وتحصيل مبالغ الدعم من الدولة!!!
فهل ستتحرّك الجهات المعنية لوضع حد لهذا الوضع المتردي للنقل الحضري، الذي تغرق فيه شركة "ألزا" دون أن تجد من يوقفها عند حدها ويحاسبها على خروقاتها واختلالات خدماتها؟!