الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
مدير نشر دار التوحيدي أحمد المرادي

مدير نشر دار التوحيدي يرفض نتائج دعم الكتاب والنشر ويدعو إلى إعادة النظر في الصيغة والآليات

 
أثارت نتائج دعم الكتاب والنشر في المغرب الكثير من الجدل لدى المعنيين، من ناشرين وكتاب، وعموم المهتمين، فيما بدأت بعض الأصوات الغاضبة ترتفع هنا وهناك، في حين بقيت بعضها تتفاعل في المجالس، معتبرة أن أسلوب الدعم وقيمته يحطّان من قيمة الكتاب المغربي، ويحتقران الناشرين والكُتّاب على حد سواء...
ولعل مدير النشر لدار التوحيدي بالرباط، أحمد المرادي، يعتبر في صدارة الغاضبين، وكما العادة، فإنه أول من جهر بالاحتجاج، إذ لم يُسجّل عليه، يوما، أنه تردّد أو خاف، في قول الحق، لومة لائم، ولعل هذا ما جعل بعض زملائه الناشرين، المتضايقين من صراحته، يتقوّلون عليه ويلصقون به بعض المزاعم عن الراديكالية والتطرّف وصفات أخرى أصغر من أن يوليها المرادي أدنى اعتبار لتفاهتها ومجانيتها...
اليوم، ومرة أخرى، يقول مدير نشر دار التوحيدي كلمته، بكل صراحة ووضوح، حول دعم الكتاب والنشر في المغرب، الذي سبق لوزارة الثقافة أن أطلقته في فبراير- مارس 2022، والذي صدرت نتائجه على موقع الوزارة يوم الجمعة 9 سبتمبر 2022، ليعقب ذلك مباشرة ارتفاع العديد من الأصوات احتجاجا على الحيف، الذي تعتبر أنه طالها من خلال هذه النتائج.
وفي اتصالنا بمدير نشر دار التوحيدي، أحمد المرادي، أدلى لنا بالتصريح التالي:
 
أولا، نخبركم والرأي العام بأننا راسلنا الوزارة رسميا، ممثلة في مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، مع وضع نسخة من المراسلة بسكرتارية الوزارة المشرفة على القطاع.
 
كما نحيطكم علما أن دار التوحيدي شاركت، في مشاريع "دعم الكتاب والنشر والمكتبات وفي المعارض الدولية"، التي تنظمها وزارة الثقافة، منذ سنة 2014، وذلك بأفق تطوير المقاولة المغربية الفاعلة في قطاع نشر الكتاب الثقافي.
 
مشاركة سابقة لمدير دار التوحيدي في المعرض الدولي للكتاب والنشر في الشارقة
 
ورغم ما سجلناه من سيادة لمنظومة فسادٍ واستغلالٍ للنفوذ وممارسةٍ للضغط المباشر وغير المباشر، فإننا عملنا على محاولة المساهمة في تطوير دفاتر تحملات هذا الدعم، الذي تقدمه الوزارة الوصية من المال العام إلى المقاولات العاملة في القطاع.
 
وساهمنا، من خلال عملِنا، وتحمُّلِنا لمسؤولية الكتابة العامة لاتحاد الناشرين (2014-2019)، في تحويل هذا الدعم إلى وسيلة لتطوير مقاولة نشر الكتاب الثقافي في المغرب، مع الأخذ بالاعتبار أن هذه المقاولة تعاني، على الخصوص، من آفات لا تُحصى، على رأسها ضعف بل وقريبا انتفاء الفعل القرائي في البلاد، بالإضافة إلى قروسطية شبكة إنتاج الكتاب بعد تأليفه وطباعته، وتربع قنوات تزوير الكتاب على أرقام المبيعات، ومنافسة ناشرين أجانب عرب ومن الغرب والشرق على نشر المنتوج المغربي بمعايير تستغل الوضع البئيس لقطاع النشر في المغرب، وسقوط البعض في وهم الشهرة المبرر بوهم الانتشار والربحية.
 
ومع تسجيلنا للدور الذي لعبه الدعم في تطوير العديد من المقاولات، وخاصة خلال مرحلة تولي السيد محمد أمين الصبيحي لحقيبة وزارة الثقافة، فإننا سجلنا كذلك، في عهده، تحفظاتنا على دفاتر التحملات، وتشكيل اللجان، والتمييز الذي شاب كل عمليات الدعم، بل وتطبيق مبدأ "زيد الشحم في ظهر المعلوف"، وقد عبرنا رسميا وإعلاميا عن ذلك في حينه.
 
وقد سبق لنا أن قاطعنا المشاركة في دعم سنة 2019، وراسلنا الوزارة في الموضوع، دون التوصل بجواب كما العادة، وبعده قبلنا على مضض، بدعم كوفيد-19، الذي خصصته الوزارة لدور النشر بشراء نسخ من الكتب بعد أن تم رفض العديد من كتبنا التي نشرناها بين 2018 و2020 والتي تستجيب لمعايير الاختيار التي اعتمدت آنذاك.
 
ولأن أملنا لم ولن يسقط في منطق النظرة السوداوية للواقع، والعدمية، والراديكالية، كما يروِّج البعض، فإننا تقدمنا هذه السنة بـ14 مشروعا لدعم نشر الكتب، وبـ7 مشاريع لدعم المشاركة في المعارض الدولية.
 
فكانت النتائج، بالنسبة إلينا، مخيبةً للآمال، ولا تبعث على الأمل والتفاؤل، بل إننا نعتبر أن النتائج المعلنة قد تحكمت فيها، إضافة لاستمرار نفس المنظومة التي أثبتت فسادها، عقلية إقصائية وهجينة تمتح من توجّه يؤسس ويدعم المقربين والمرْضي عنهم والتفاهة تحت مُسمَّى الثقافة.
 
لذلك وغيره، قررنا رفض الدعم وعدم قبوله، جملة وتفصيلا، والالتزام مع المثقفين الذين وضعوا ثقتهم في دار التوحيدي، بنشر كتبهم على نفقة الدار، وبالمشاركة في المعارض الدولية، التي نشارك فيها بدعم من الوزارة وغالبا بدون دعمها، خلافا لآخرين يستفيدون من إغداق المال العام عليهم للمشاركة، ولا ينفذون التزاماتهم، ولنا دلائل عدة على ذلك.
 
أما الدعايات، التي تطلق في الدهاليز، فإنها غير مجدية، ولن تنال من همتنا، والتزامنا، وعملنا المستمر داخا الحقل الثقافي، باستقلالية نؤمن بها قولا فعلا خدمة للثقافة ولوطننا.
 
إن اختيارنا لاسم ابي حيان التوحيدي (فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة) لدار نشرنا، لم يكن صدفةً أو حادثةَ سيرٍ، بل هو اختيارٌ يحمل في طياته كل الدلالات، التي يوحي بها التوحيدي، سلبا أو إيجابا، في كل الذهنيات، البسيطة منها والمعقدة...