الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

كومينة: المغرب يواجه الحمق في أعلى درجاته.. اعتداء وحشي همجي على أشبال الأطلس في الجزائر

 
محمد نجيب كومينة
 
الهمجية في أجلى صورها. ذلك ما يمكن قوله عن الاعتداءات التي تعرض لها الأطفال المغاربة، الذين شكلوا الفريق الوطني المغربي للفتيان في البطولة العربية بالجزائر بعد نهاية المقابلة النهائية.
 
لقد تعرضوا للضرب والرفس على الهواء من طرف لاعبي الفريق الجزائري وكل جامعي الكرات الكبار، الذين ظهر أنهم انتدبوا لهذه الغاية، وجزء من الجمهور، بينما غابت الحماية الأمنية لضيوف تقضي تقاليد البلدان المتحضرة، وحتى القبائل البدائية بحمايتهم، وهو ما يعني أن الشحن سبق المباراة، وأن حياة الأطفال المغاربة كانت في خطر لو فازوا، وكان بإمكانهم ذلك حتى في ظل حضور جماهيري بعدما سيطروا سيطرة واضحة على المباراة.
 
الاعتداء على أطفال ليس من شيم الرجال، وليس من أخلاق المتحضرين، ولا حتى من أخلاق الأسوياء، يا جنرال، وشحن اللاعبين وغير اللاعبين وتهييجهم لممارسة الهمجية بعد مباراة رياضية، يبدو أن الفريق المغربي تجنب الفوز فيها، لا يشرف ولا يعكس شجاعة، لأنه سلوك الجبناء أو المختلين عقليا أو المهزوزين نفسيا. الحقد الاعمى أسوأ ناصح، لأنه يشل التفكير ويجعل منسوب البلادة يرتفع.
 
مباراة تكتسي في النهاية طابعا تدريبيا وتحضيريا لمباريات كأس أفريقيا ليست رهانا يمكن أن يقود أيا كان إلى تجاوز حدود اللياقة، فأحرى إلى الهمجية.
 
الغدر، الذي انكشف، بعد نهاية المباراة، التي آلت نتيجتها في النهاية إلى الفريق الجزائري، يحمل رسالة واضحة. فكيف يوثق في من اعتدى على الأطفال الصغار الأبرياء، الذين يلعبون الكرة وحسب، في أمور أخرى؟ هل يطلب المغرب مثلا حماية أمنية عربية لوفده إذا ذهب إلى القمة العربية في حال انعقادها؟ لأن من اعتدى على أطفال تحميهم القوانين الرياضية والأعراف المتفق عليها من طرف المتحضرين يمكن أن يرتكب أي حماقة غير متوقعة. نحن نواجه الحمق في درجاته العليا التي لا شفاء منها...