احتفاء متبادل بين مدينة وشاعرة.. أزمور تزهر بديوان "بين حبيبات الرذاذ خلسة صفاء" لمينة الأزهر
الكاتب :
"الغد 24"
خولة عيسان
عاشت مدينة أزمور، مساء السبت 12 مارس 2022، أمسية فنية شعرية بديعة، نظمتها جمعية "معا أزمور"، واحتضنتها "دار الصانع"، حيث جرت فعاليات حفل تقديم وتوقيع الديوان الثاني للشاعرة مينة الأزهر، الذي يحمل عنوان "بين حبيبات الرذاذ خلسة صفاء"، بعد ديوانها الأول "غيمة تمنعني من الرقص"...
وشارك في تقديم قراءات في هذا الديوان الشعري كل من حفيظة الفارسي، وعبد الإله الرابحي، إضافة إلى شفيق الزكاري، فيما نسّق فقرات هذا اللقاء عبد الفتاح الفاقيد...
كما تميّزت هذه الأمسية الشعرية، فضلا عن القراءات التقديمية والنقدية، بإلقاء قصائد من الديوان لصاحبته الشاعرة مينة الأزهر، بصوتها القادم من أعماق نهر أم الربيع، يحكي عن تموّجات الحياة في مدينتها أزمور، ببهائها وألقها ورومانسيتها ودفئها وأحلامها...
تقول الشاعرة مينة الأزهر، خلال هذا الحفل، إن جلّ قصائد ديوانها الجديد "بين حبيبات الرذاذ خلسة صفاء" تدور حول فضاءات مدينتها أزمور، التي نشأت فيها وترعرعت وعانقت الحياة والشعر، المدينة التي تعشقها حتى النخاع، مبرزة أن هذه المدينة، التي تنتمي إليها، تعاني كثيرا، فتتأثّر الشاعرة بمعاناتها، فتعبّر عنها بالكلمة، عن آلامها وآمالها، إذ رغم أن الشاعرة غادرت المدينة لظروف الزواج والعمل للعيش في الدارالبيضاء، إلا أن أزمور تعيش دائما بين جوانحها، وتعطيها باستمرار كل أسباب الصمود والإصرار على الكتابة...
بمعنى آخر، إن الشاعرة مينة الأزهر تجد كينونتها في ثنايا مدينتها، التي باتت تشكّل جوهر روحها ولغتها وشعرها وكل انتظاراتها، وهذا بالفعل ما ظهر في ثنايا الديوان الشعري الثاني، مثلما ظهر بجلاء، أيضا، في قصائد ديوانها الأول، حيث يجد المتلقي كل تفاصي أزمور، من أضرحتها إلى بناياتها إلى نهرها وبحرها، فهناك مول الراگوبة مولاي بوشعيب السارية، وهناك غابة سيدي وعدود، وشاطئ الحوزية، وتلك الصورة الرمزية التاريخية، التي يتمثّلها السكان عن للّا عَيْشة البحرية.
وبكلمة: إن من يريد أن يبحث ويتعمّق في التفاصيل الحميمية لمدينة أزمور، عليه أن يقرأ جيدا قصائد العاشقة الزمّورية الشاعرة مينة الأزهر، التي وصفتها الصحافية والشاعرة حفيظة الفارسي بأنها "ابنة أزمور الشَّرعية والشِّعرية"، ولذلك جاء ديوانها الثاني احتفاء بالمدينة، بأمكنتها وأزمنتها وبأناسها وبسطائها، ومثلما ظلت الشاعرة تحتفي بمدينتها، فإن أزمور، اليوم، تحتفي بابنتها الشاعرة الرقيقة المبدعة الحالمة بغد أجمل وأفضل لأزمور، أصلا، ولكل المدن المغربية أفقا...
من جهة أخرى، يعتبر هذا اللقاء أول نشاط تستأنف به جمعية معا مسيرتها الثقافية والفنية والمدنية، بعد شهور من الإغلاق بسبب الإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار جائحة كوفيد-19، حيث اعتبر رئيس فرع الجمعية بأزمور أن خير ما تفتح به الجمعية هو هذا الاحتفاء بالشاعرة مينة الأزهر، التي تعتبر عضوة في الجمعية، خصوصا أن جمعية معا، رغم أنها إطار سياسي، لكنها أيضا تتبنى آليات التمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كما أنها هيئة مواطنية، تنفتح على مثل هذه المبادرات، مع تشجيع مختلف الطاقات على تنويع الإبداعات والعطاءات...
وهذا ما أوضحه، أيضا، الرئيس الوطني لجمعية معا، الذي قال إنها حركة سياسية منبثقة من المجتمع المدني، تهدف إلى التمكين السياسي للمواطن المغربي، من خلال جعله سيد مصيره في الفعل السياسي، وتملكه الآليات والأدوات لممارسة دوره المحوري في العملية السياسية، من أجل تحقيق الإصلاح السياسي المنشود، الذي تتطلّع إليه حركة معا...
الرئيس الوطني أعرب عن قناعة حركة معا بأهمية وضرورة التغيير السياسي، الذي اعتبره مشروطا بالعمل المجتمعي العميق، أي العمل الميداني والعمل عن قرب مع المواطن في مختلف مواقع تواجده، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، مبرزا أن العمل الثقافي جزء لا يتجزأ من الأوراش التي تشتغل عليها الحركة، إذ كما تهدف الحركة إلى الإصلاح السياسي، فإنها تهدف أيضا إلى التقدم الاقتصادي، والاجتماعي، مثلما تهدف إلى تحقيق نهضة ثقافية في المجتمع المغربي...، موضحا أن هذا ما تترجمه حركة معا على أرض الواقع، من خلال هذا الاحتفاء بالديوان الثاني للشاعرة أمينة الأزهر، الذي يأتي في سياق الاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة...
يشار إلى أن هذا الحفل الثقافي تميز بحضور مكثف لفعاليات ثقافية وفنية وجمعوية ومدنية، كما تخلّلته عدة فقرات فنية، من عزف على العود وقراءات شعرية وزجلية، ساهم فيها كل من عبد الرحيم لقلع وعزيز غالي وعبد المجيد بوطيب، إضافة إلى معرض للمنتوجات الأزمورية التقليدية، التي تدخل ضمن البرنامج المجتمعي العام لحركة معا...