الكاتب والإعلامي عبد النبي الشراط رئيس جمعية رؤية للتنمية الثقافية والحضارية
بعد الإعلان عن تدشين مكتبة رؤية بأورتزاغ إقليم تاونات.. هؤلاء هم المتبرعون وهؤلاء مختبئون
الكاتب :
"الغد 24"
في إطار التحدي الذي رفعته جمعية رؤية للتنمية الثقافية والحضارية بتاونات، تحت شعار "مكتبة في كل جماعة قروية"، من أجل توفير مئات الكتب والمراجع للسكان في فضاء للمطالعة والتثقيف، وعقب الإعلان عن تدشين مكتبة رؤية بأورتزاغ، الجماعة القروية الواقعة في مقدمة جبال الريف الأوسط غرب مدينة تاونات، بادر عدد من الكتاب والمهتمين بشأن الثقافة إلى الإعلان عن تبرعهم بمكتباتهم الخاصة أو جزء منها، وفق ما ذكر رئيس الجمعية، الناشر والكاتب والإعلامي عبد النبي الشراط، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"...
بيد أن الشراط استدرك موضحا أن أغلب هؤلاء المتبرّعين هم من خارج إقليم تاونات، فيما لم يبادر أي رئيس جماعة قروية بالمنطقة، أو أحد برلمانييها بدعم المشروع ولو بدرهم رمزي، بما في ذلك حتى الجماعة، التي يوجد بها مقر جمعية رؤية للتنمية الثقافية والحضارية!
وفي هذا الصدد، يوضح رئيس الجمعية أنه "حينما ننتقد سلوكات المنتخبين بمختلف تلاوينهم الحزبية، يخرج من يقول إننا نصفي حسابات شخصية، فيما الواقع أنه لا توجد لدي حسابات شخصية مع أي أحد في العالم، وليس في تاونات فقط".
وتابع الشراط مبرزا أن "مكتبة رؤية بأورتزاغ زودناها بقسم خاص بالإعلاميات، وربطناها بشبكة الأنترنت، وكل ذلك من مساهمات المنخرطين والمنخرطات في الجمعية، الذين أحييهم دائما على صمودهم وتحملهم أعباء إضافية، وبعضهم يقتطع من مصروف أبنائه ليدعم رؤية"...
والمثير هنا، بل الصادم والمستفز، أن "جميع المنتخبين والأغنياء بإقليم تاونات يصرفون أموالهم خلال الحملات الانتخابية يشترون بها أصوات الضعفاء والعجزة، بينما يرفضون دعم أي مشروع ثقافي أو إنساني أو اجتماعي"، يقول عبد الشراط، ويضيف بغضب "حينما أعلنا استعدادنا لتزويد أي مكتبة تدعمها جماعة قروية أو بلدية بإقليم تاونات، لم يسمعنا أحد، ولم يتجاوب معنا أي رئيس جماعة، وكأننا أعلنا عن مشروع مخدرات"...
بيد أن رواد جمعية رؤية، برئيسها ومنخرطاتها ومنخرطيها، ليسوا من طينة الذين سرعان ما يرفعون الراية البيضاء، ما هم مصممون على رفعه، بكل إصرار وترصد، هو مواصلة تفعيل تحدي إحداث مكتبات في مختلف الجماعات بإقليم تاونات، إذ ستكون ثاني مكتبة تؤسسها جمعية رؤية، قريبا، في مركز گلاز، لكن، يوضح رئيس الجمعية عبد النبي الشراط، دون أي تعاون مع جماعتها القروية، التي "رفض رئيسها حتى الرد على التلفون، وهو محامي، مع الأسف، وليس أميا حتى لا نتهم فقط الأميين"، مؤكدا أن إحداث المكتبة سيكون بشراكة مع دار الشباب هناك...
وبهذه المناسبة، وجّه رئيس جمعية رؤية للتنمية الثقافية والحضارية تحية عالية إلى الأستاذ الشاب يوسف اليزيدي، مدير دار الشباب گلاز، كما وجّه التحية والتقدير لكل من أعلنوا دعمهم للمشروع بالكتب والمراجع، التي قال إنها ثروة لا تقدر بمال، كما وجّه أحر التحايا إلى جميع أعضاء وعضوات جمعية رؤية الذين آمنوا بالمشروع ودعّموه وانخرطوا في عمل مدني رائد من أجل تحقيق أهدافه التربوية والثقافية والحضارية...