ماكرون يؤكد أن الجزائر لم تكن موجودة ونظامها عسكري أنهكه الحراك وهذا ردّ عصابة الجنرالات
الكاتب :
"الغد 24"
عشية حلول الذكرى 66 لانطلاق انتفاضة جيش التحرير في كل من المغرب والجزائر، يوم ثاني أكتوبر 1955، شن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هجوما ضاريا غير مسبوق على الطغمة العسكرية الحاكمة، التي وصف حكمها للجزائر بأنه "ريع"، ووصف النظام الجزائري بالمنهك من قبل الحراك الشعبي...
جاء ذلك خلال لقاء جمع، يوم الخميس 30 سبتمبر 2021، ماكرون بأحفاد الحركى الجزائريين، الذين خانوا وطنهم وانضموا إلى المستعمر الفرنسي في مواجهة حركة التحرير الجزائرية، وكذا بعدد من الجزائريين مزدوجي الجنسية، ونَشرتْ صحيفة "لوموند"، التي حضرت اللقاء، وقائعه اليوم السبت 2 أكتوبر 2021.
وفي رده على مداخلة أحد الشباب، الذين قالوا إن الجزائريين لا يكنّون كراهية لفرنسا، أكد الرئيس الفرنسي أنّ "كراهية فرنسا" لم تنبثق من المجتمع الجزائري، الذي لا يحمل أي ضغينة تجاه فرنسا في أعماقه، ولكن هذا الحقد تولّد مع النظام السياسي العسكري، الذي بُني على هذا الريع التذكاري، وقال ماكرون بالحرف: "أنا لا أتحدث عن المجتمع الجزائري في أعماقه، ولكن عن النظام السياسي العسكري، الذي تم بناؤه على هذا الريع المرتبط بالذاكرة"...
وتابع ماكرون "النظام الجزائري متعب والحراك أنهكه، يربطني في كل مرّة حوار جيد مع الرئيس تبون، لكنّي أرى أنه عالق في نظام صعب جدًا".
وفي ما يتعلق بالتاريخ وملف الذاكرة المشتركة بين البلدين، هاجم الرئيس الفرنسي "التاريخ الرسمي الجزائري، الذي أعيدت كتابته بالكامل ولا يقوم على الحقائق، بل على خطاب مبني على كراهية فرنسا"، داعيا إلى إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية والأمازيغية، من أجل "كشف تزييف الحقائق الذي قام به الأتراك الذين يعيدون كتابة التاريخ".
وفي حكم قوي صدم عصابة الجنرالات الحاكمة في الجزائر، نفى الرئيس الفرنسي وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار، متسائلًا "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي".
واسترسل ماكرون "كان هنا استعمار سابق للجزائر، أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على أن تُنسي تماما الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها، وعلى توضيح أننا المستعمرون الوحيدون، هذا رائع، لقد جعلت الجزائريين يؤمنون بذلك".
وفي حديثه عن القرار الفرنسي الأخير القاضي بتقليص التأشيرات الممنوحة للجزائريين، أكد ماكرون أنه "لن يكون هناك تأثير على الطلاب ومجتمع الأعمال. سنقوم بالتضييق على أشخاص ضمن النظام الحاكم، الذين اعتادوا على التقدم بطلب للحصول على تأشيرات بسهولة. هي وسيلة ضغط للقول لهؤلاء القادة إنه إذا لم يتعاونوا لإبعاد الأشخاص الموجودين في وضع غير نظامي وخطير في فرنسا، فلن نجعل حياتهم سهلة".
وردا على هذا الهجوم الفرنسي الرئاسي الكاسح، دفعت عصابةُ الجنرالات عبد المجيد تبّون، الرئيسَ المزوّر "اللي جابوه العسكر"، إلى الإعلان أن الجزائر قررت استدعاء سفيرها في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم السبت، بهدف التشاور.