الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عن اليمين والوسط واليسار والعدل والاستوزار: سير أحماد أولدي.. مشيتي مع الخاوي!

 
عبد السلام فزازي
 
ما الذي جعل المواطن المغربي ينتبذ أمكنة قصية من الأحزاب السياسية، من يمينها إلى يسارها، مرورا بمن يسمون أنفسهم وسطيين..؟ ولا وسطية شبّت عليها على الطوق التقاليد السياسية عندنا.. وهل هناك منا من يلهث وراء الأحزاب غير المضروب على قفاه؟
كنا نحلم بالسياسة حين كنا نمارسها واليد على القلب، ولم نفكر يوما أن السياسة ستصير ألعوبة في يد معشر الدجالين وبائعي القيم نهارا جهارا، وحيث غدا "اليساري" يتحالف مع "اليميني" والوسطي ينتظر لعبة التوازن في سوق نخاسة السياسة..
ورب متسائل يقول: وما حظ المواطن في لعبة الشطرنج! الجواب طالما ردده زجالنا أفندي في قصيدته: "اليوم العالمي لطمس حقوق الطفل"، التي يقول فيها:
"سير أحماد أولدي.. مشيتي مع الخاوي..."!
بربكم كيف يمكن الاستوزار وصاحب الوزارة غارق في المحاكم بقضايا شتى ونجوم في السماء تنظر ولا تسعف؟
وكيف يسمح لمن نهب الأحياء والاموات أن يتولى أمور المواطنين؟
نحن من يعتزون باستقلالية عدلنا، ومصداقيته التي طالما حلمنا بها منذ العنعنة وها نحن نطل على الغرغرة..! نحن لا نريد أن نضاهي سويسرا ولو أنه من حقنا، فقط نريد استرجاع الثقة للمواطن، نريد نزاهة ولو عبر سم الخياط، نريد تحقيق إنسانية الإنسان.. فقط.. في هذه الأحزاب التي رأينا كيف يُغتال فيها المواطن، وكيف يُشترى من لا ضمير له، ورأينا الأمناء يعتبرون المواطنين مجرد قطيع عليه أن يسجد لغير الله، مثل هؤلاء من يجعلوننا، نبكي لوعة على وطن طرّزته شهامة الآباء والأجداد والمجاهدين..
فيا سماء إليك نشكو بثنا وحزننا...