أمس الأول (الأربعاء 8 سبتمبر 2021) بعد أن أغلقت أبواب مكاتب التصويت للانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية، وانتهى فرز الأصوات، كان عدد المقاعد المتحصل عليها من طرف العدالة والتنمية 12 مقعدا في البرلمان القادم.
قالوا إنها القيامة الآن.. Apocalypse Now
وأعلنوا الحداد في جو من الحزن والنحيب، وتبادل التعازي
لم تكتمل دورة اليوم حتى باض الديك تحت أشجار ڤيلا حي الليمون اليابسة فصار عدد المقاعد 13.
وبهذا العدد تدخل العدالة والتنمية إلى دائرة الشؤم والفأل السيء، فالعدد 13 رمز للمصير الأسود يتشاءم منه الناس في معظم ثقافات العالم، فبعض الفنادق والمستشفيات تحذف من غرفها رقم 13 تفاديا لإثارة خوْف النزلاء، واليوم 13 من كل شهر يتخوف منه الناس أن يكون يوم مصيبة أو كارثة، ويتفادون السفر فيه.
ويرى البعض أن الفوبيا التي يثيرها رقم 13 في النفوس تعود إلى بداية الخليقة حيث أعطت حواء التفاحة لآدم في يوم 13 من الشهر، فكان أن قذف الله بهما من الجنة إلى جحيم الأرض.
ويذهب آخرون إلى أن قابيل قتل هابيل في نفس التوقيت من الشهر.
فيما يعتقد المسيحيون أن مصدر التشاؤم من رقم 13 هو قصة العشاء الأخير للمسيح حينما اجتمع على مائدة طعام واحدة مع حوارييه فكانوا 13 بينهم واحد هو يهودا الأسخيريوطي، الذي سيبيعه لجند الروم واليهود ببضعة دنانير، فيُلقى عليه القبض ويتم تعذيبه وصلبه على تلة تسمى جلجثة.
يمكن أن يكون العثماني هابيل الذي قتله أخوه قابيل المسمى بنكيران.
ويمكن أن يكون ذاك "بني آدم" الذي طرد من جنة المخزن في زنقة الأميرات بحي السويسي بالرباط.
ولكنه ليس بالتأكيد المسيح، فشتان بين نبي ودجال..
هو رجل درويش أتى إلى الرباط يرتدي جُبّةَ متأسلم ويحفظ أحاديث أبي هريرة التي تفتقد إلى سند صحيح، ورأى، في ما يراه النائم، أنه أصبح رئيس حكومة، لكن من سوء طالعه أنه لم يُترك يتمتع بحلمه، فقد تم إيقاظه منذ يومين في الثالثة ليلا بعد أن رن هاتف وزارة الداخلية في قصره وسُمع من يقول له: اخرج، فرد عليه ما أنا بخارج!
فكرره عليه ثلاثة عشر مرة، فارتعدت مفاصله وصاح: لا تخلعوا عني عباءة الحكم..
وقف عليه شداد غلاظ في الباب
ليجد نفسه يسكن غرفة صغيرة فيها 13 مقعدا يملأها حواريوه، وانحشر في زاوية وبكى بكاء مرا، فقد ضاع منه قصر زنقة الأميرات..
التف حوله حواريوه يهدئون من روعه، ورفع عقيرته مرددا أغنية قديمة: آش جا يدير في الثلاثة د الليل..
فردوا عليه: جابوا الخْوا في ثلاثة د الليل..
دعك عينَيه لم يصدق ما رأى..
الغرفة مغلقة وبدون منفذ للإغاثة،
فصاح: النجدة، النجدة!
لم يكن العثماني يعرف أن صاحبه يهودا الكبير باعه وأعاد فيه البيع مرات عديدة، وبعد أن أصبح عديم الصلاحية غير قابل لدخول سوق الجمعة، قام بتحرير أمر تصليبه على ورقة مائدة مستعملة لمائدة فهو الإمام صاحب الفتوى.
هكذا بدت الصورة التي لم يرسمها دافنشي.. فالقداسة ليست الدنس
إنه العشاء الأخير للعثماني
مع 13 من الحواريين.
ما لا يعرفه أحد هو لماذا تقرر أن تتم عملية التصليب غدا يوم السبت في حضور مجلس الأساقفة.
فانتظروا الدخان الأبيض أو الأسود ينبعث من مدخنة المجلس الوطني لبيت الإخوان المسلمين في المغرب.
لوحة "العشاء الأخير" للرسام الكبير ليوراندو دافنشي
صورة المسيح في عشائه الأخير قبل أن يبيعه صاحبه يهودا