الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عز الدين بونيت يرفع القبّعة لعبد الله العروي: انتخابات 8 سبتمبر.. الزلزال والاستثناء المغربي

 
عز الدين بونيت
 
 
نحن الآن بصدد إغلاق قوس ربيعنا العربي الخاص، ومرة أخرى باستثنائنا المغربي الخاص جدا، بدون خرق للدستور على نحو فاضح يكشف غرة ونفسا سياسيا قصيرا، كما حصل في عدد من البلدان، وآخرها تونس، وبدون انقلاب عسكري ولا مدني. حصل هذا فقط، بتمسك الجميع، بمن فيهم حزب العدالة والتنمية، بترسيخ منطق الدولة ككيان يمثل الأمة.
 
تمكين الدولة ليس تجربة خاصة بالمغرب، بما قد يفهم منه انها عنوان على القبول بالتسلط. هذه تجربة عاشتها وما زالت تعيشها أيضا أمم أخرى مثل اليابان وبريطانيا، بل وحتى فرنسا، التي ثارت على الملكية، وظلت تحن إليها طيلة القرن 19 في شكل انقلابات، إلى أن اهتدت إلى صيغتها الحالية.
 
تمكين دولة الأمة هو الذي يجعل اليوم العدالة والتنمية، كما الاتحاد الاشتراكي سابقا، وقوى الحركة الوطنية قبل الاستقلال وبعده، تغلّب منطق الدولة على منطق الحزب عند كل اختبار.
 
بعد هذا، عندي أربعة أسئلة مترابطة:
 
1- أين اختفت القاعدة الانتخابية للعدالة والتنمية؟
 
2- هل كانت بالفعل قاعدة انتخابية خالصة لها، ناتجة عن احتضان شعبي لا غبار عليه أم هي مجرد مزاج عام ساهمت في تغذيته قدرات لا علاقة لها بالحزب.
 
3 - ما هو أثر ستة عشر عاما من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إعادة تشكيل زبائن الدولة ونسج علاقات جديدة للدولة بالمجتمع خارج نطاق المواجهة التسلطية، وخارج منهجية استعمال القطيع؟
 
4 - وأخيرا، هل هذا هو الزلزال السياسي الحقيقي الذي كان ينتظره الجميع منذ 2017؟
 
إذا كانت الأجوبة عن هذه الأسئلة مترابطة بالفعل، فما عندي ما نقول: شابووو!
 
وشابووو آخر لعبد الله العروي. إرثه الفكري في نظرية الدولة وخلاصاته في تحليل تاريخ المغرب تتعزز...