الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

والدة الناشط السياسي والحقوقي الحبيب بلكوش السيدة خديجة غزواني في ذمة الله

 
علمنا، بكثير من الأسى والألم، نبأ وفاة السيدة الفاضلة خديجة غزواني وهي والدة المعتقل السياسي السابق والناشط السياسي والحقوقي ورئيس مركز دراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، الحبيب بلكوش، إذ لبّت داعي ربها يوم الخميس 15 يوليوز 2021، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج...
 
وعندما نقول والدة المعتقل السياسي السابق، معناه أن الفقيدة خديجة غزواني، كانت امرأة شامخة من ضمن أولئك الأمهات، اللائي حفرن، بآلامهن ودموعهن وسهرهن ومعاناتهن ومواجهتهن لتلك الزيارات الليلية ولأجهزة القمع التي انتزعت منهن أعزاءهن، فلذات أكبادهن أو أشقائهن أو شقيقاتهن أو أزواجهن أو آبائهن، حتى إنهن صنعن تجربةً، حركة أمهات وعائلات المعتقلين السياسيين، ستبقى خالدة في تاريخ النضال الحقوقي المغربي...
 
 الفقيدة الغالية هي من حفدة أحد الرجالات السبع بمراكش، ازدادت بالمشور السعيد في الرباط، ورافقت زوجها المرحوم عبد الله بلكوش الذي تم وضعه في الإقامة الجبرية بمدينة الجديدة مع أخيه القايد محمد بلكوش، لرفضهما تزكية نفي الملك محمد الخامس  من طرف الاستعمار الفرنسي ومناصريه من الباشا لكلاوي ومؤيديه...

وللإشارة، فالقايد محمد بلكوش كان استقر لفترة في اليوسفية بمنطقة أحمر، واقتسم أراضي المنطقة مع مسعودة، عمّة الزميل أحمد نشاطي، فسُمي الحي الذي استقرت فيه "فلاج مسعودة"، والذي يسمى اليوم "حي السعادة"، وسُمي الحي الذي استقر فيه القايد بـ"عرصة القايد بلكوش" أو "العرصة"، والذي سمي اليوم بـ"حي السمارة"، لكن عموم السكان مازالوا إلى اليوم يحتفظون للحي باسم "العرصة"، ويذكرون بكثير من الخير ما كانت عليه عموم أسرة بلكوش من مراكش من وطنية ومن عدل وأخلاق وطيبوبة وعطاء في التعامل مع السكان...
 
الفقيدة الفاضلة خديجة غزواني أيام شبابها

الفقيدة خديجة غزواني، كما سبق الذكر، تلظت بمعاناة مرافقة زوجها المعاقب من قبل سلطات الاستعمار، الذي نفاه من مراكش، ثم ستعاني مرارة انتزاع فلذة كبدها، الذي كان مازال تلميذا، من حضنها،  لتتلظى بمرافقة ابنها المعتقل السياسي، الذي بعد التعذيب والتنكيل في درب مولاي الشريف، في إطار ما سمي بمجموعة السرفاتي ومن معه، سينقل مع الجميع، بعد المحاكمة، إلى السجن المركزي بالقنيطرة، فمواصلة الرحلة مع الأبناء والبنات، وبعدها مع المرض اللعين، إلى أن فارقت الحياة أول أمس الخميس...

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة موقع "الغد 24" بأحر التعازي والمواساة لرفيقنا الحبيب بلكوش ولكافة أفراد العائلة الكريمة، متمنين للفقيدة المغفرة والرضوان ولذويها الصبر والسلوان...

 وإنا لله وإنا إليه راجعون.