الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري الجديد القديم

المغرب-الجزائر.. اختيار رمطان لعمامرة اختيار للقطيعة النهائية وللعداء السافر

 
محمد نجيب كومينة
 
 
أعاد النظام الجزائري إلى الخارجية رمطان لعمامرة بديلا لبوقادوم، الذي كانت بعض الجهات ترشحه لمناصب أعلى قبل أن يفشل فشلا ذريعا أمام الديبلوماسية المغربية.
 
اختيار لعمامرة جاء ليؤكد أن النظام الجزائري الفاشل، والمرفوض شعبيا ودوليا، لم يعد له شغل آخر غير مواجهة نجاحات المغرب الدولية المتوالية، والتي كان الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح عدد من القنصليات بأقاليمنا الجنوبية من علاماتها البارزة، ولذلك اختار الرجل الأكثر كرها للمغرب والمغاربة، الذي دفع بابنته إلى أن تكون صوتا للانفصاليين، والأكثر خبثا والأقل أخلاقا، كما تبين ذلك لدى توليه للخارجية في ظل بوتفليقة وقبلها لمجلس الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقي.
 
لقد وقع الاختيار على لعمامرة لأنه مدين بصعوده لمعاداته للمغرب في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لا أكثر، ولأنه أيضا معاد لبني جلدته من القبائليين، ويختلط فيه البعد الديبلوماسي بالبعد المخابراتي ويجمع الخبث من طرفيه، لذلك لا عجب أن يكون أول استقبال رسمي ينظمه لفائدة تابعه قفة المسمى ولد السالك، الذي كان بالنسبة له ذيلا يجره وراءه ويدخله الأبواب، في إشارة إلى العودة إلى الماضي.
 
لكن ما لم يفهمه لعمامرة أن الماضي مضى وانقضى، وأن هناك معطيات ميدانية جديدة سواء في المنطقة أو في القارة أو في الساحة الدولية، جديدة سيصعب عليه التعاطي معها باستعمال نفس السم الذي تعوّد على نفثه، وهذا ما من شأنه أن يجعله يصاب بـ"الجعرة" بكل تأكيد، وهو ما يجب على الديبلوماسية المغربية الانتباه إليه ورشه بالماء البارد، وما من شأنه أن يقوده إلى فشل أسوأ من بوقادوم الذي وظف كل طاقته كي يكون خبيثا مثله ومعاد للمغرب بشكل بالغ الفجاجة، إرضاء لرب ادْزاير حاليا الجنرال شنق ريحة.
 
رمطان لعمامرة شخصية خبيثة لكنها تجر ضعفا بيّنا على أكثر من مستوى، ووحدها الصدف ودعم جنوب أفريقيا وحلفائها جعلته يبرز بالصورة التي برز بها كديبلوماسي مخابراتي مجنون بالعداء للمغرب، ولذلك وجب على الديبلوماسية المغربية إظهار ضعفه أمام الشعب الجزائري أولا، والكشف بذكاء عن كونه رجلا يهمه أن يُلحق الضرر بالمغرب أكثر مما تهمه مصالح الجزائر، أما علاقته بالقبايل فمنقطعة وعدائية قبل الآن، وستزداد في ظل القطيعة التي تتعمق بين منطقة القبايل ونظام الجنرالات.
 
اختيار لعمامرة اختيار للقطيعة النهائية والعداء السافر للمغرب، لذلك يجب على المغرب أن يتصرف وفقا لهذه الرسالة العدائية وكفى أدبا. العلاقة مع الشعب الجزائري الشقيق لا تمر عبر من يرفضهم هذا الشعب رفضا قاطعا، عبّر عنه بالحراك وبالمقاطعة الواسعة للاستحقاقات الانتخابية المزورة وللاستفتاء على الدستور.
 
كل عوامل الفشل تحيط بمهمة لعمامرة، لذلك وجب التصرف بذكاء ودقة متناهية وهدوء في كل الواجهات لجعل ذلك الفشل يظهر سريعا، ولجعل الرجل المشحون نفسيا بالعداء والضغينة يسرع الخطو نحوه، ومن المؤكد أن رب ادْزاير شنق ريحة لن يتركه يمشي الهوينى...