وأنا أتابع فرحة صديقاتي وأصدقائي بنجاح أبنائهم و بناتهم في امتحان البكالوريا، عادت بي الذاكرة إلى أيام خلت...
حين اعتُقلت وأنا في سنة البكالوريا، قضيت عشرة أشهر في المعتقلات السرية للمملكة المغربية، بين كوميسارية جامع الفنا بمراكش ودرب مولاي الشريف بالدارالبيضاء، قبل أن ننقل إلى سجن غبيلة يوم 20 غشت...
ومع بداية السنة الموالية مباشرة، طلبت منا إدارة السجن، نحن الشباب، إن كنا نرغب في التقدم إلى امتحان البكالوريا، علما أننا كنا محرومين من الكتب تقريبا، ومن اللقاء مع بعضنا سوى لمدة ربع ساعة صباحا وأخرى عشية...
فقبلت التحدي لسبب أساسي وهو أن أدخل الفرحة، إن نجحت، إلى قلب والدي اللذين يتحملان انعكاسات الاعتقال نفسيا وماديا، ويتنقلان أسبوعيا تقريبا من مراكش إلى الدارالبيضاء لزيارتي... فكان ما كان... وجاءت النتيجة إيجابية رغم الظروف المرعبة، وبفضل دعم رفاق وأساتذة الدرب منهم عبد القادر الشاوي ومصطفى المسناوي وعلي القرشي ومصطفى كمال والطاهر غزار وأحمد حبشي والهاشمي بنريضى...
فدشنت بذلك دينامية التعلم والتحصيل من داخل السجن لدى مجموعة ستعرف، في ما بعد، بخريجي كلية السجن المركزي، حسب تعريف حميد برادة في مجلة جون أفريك، كجزء من التحدي والتشبت بالحياة...
فمرحبا بشباب الغد مع أجمل المتمنيات في مسارهم ومسارهن...