لجنة دعم سعيد ناشيد تطالب بتثمين الرأسمال الرمزي واعتبار الكفاءات العلمية والفكرية والإبداعية
الكاتب :
جلال مدني
في سياق حملة التضامن الواسعة مع الأستاذ والمفكر المغربي التنويري سعيد ناشد، الذي تعرّض لعملية عزل مدبّرة من الوظيفة العمومية بعد سنوات من التضييق عليه واستهدافه، ترافقت مع مخطط مدروس، عن سابق تصميم وترصد، من قبل وزارة التعليم وبعض أذنابها، تستهدف إهانته والمس بشخصه وكرامته، تأسست "لجنة دعم الأستاذ سعيد ناشيد"، تضم مجموعة متنوعة ومتعددة من خيرة أطر بلادنا، على المستوى الفكري، والتربوي التعليمي الفلسفي، والجمعوي المدني والحقوقي والإعلامي، في ما يلي لائحة بأسمائها:
وكان أول نشاط للجنة دعم الأستاذ سعيد ناشيد إصدار بيان من أجل تثمين الرأسمال الرمزي واحترام الوضع الاعتباري للكفاءات العلمية والفكرية والإبداعية في بلادنا...
وقال البيان، الذي تتوفر جريدة "الغد 24" على نسخة منه، إن لجنة التضامن مع الأستاذ المفكر سعيد ناشيد، الذي تتداول كتبه ومحاضراته داخل بلادنا وخارجها، تتبعت معطيات الملف الجاري تداوله بطرق شتى منذ أيام، كما اطلعت على توضيحات الأستاذ ناشيد، وتلك المنشورة باسم المديرية المكلفة بمجال التواصل التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي...
وبناء على ذلك، قررت لجنة التضامن، من جهة، أن تترك للخليةِ القانونيةِ، المنبثقة عن اللجنة، والمكونة من خبراء ومختصين في القانون، تدارسَ ملف الأستاذ ناشيد واتخاذ القرار اللازم بعد فحص مدى تناسب الحكم بالعزل مع الفعل المنسوب إليه، وكذا النظر في مقدار الشطط الموجود في استعمال السلطة الإدارية من طرف المسئولين، ومن جهة ثانية، أن تدعو إلى تدقيق حدود سلطة بعض المسؤولين الإداريين، الذين يستغلون بعض المساطر الإدارية لغير أهدافها ومراميها، مع ما ينجم عن ذلك من تدابير مجحفة كالتنقيل التعسفي أو التعيين الانتقامي لأسباب غير مهنية...
لتستدرك لجنة الدعم، في البيان ذاته، نظرتها لهذا الملف بطرح سؤال محوري يتعلق، في العمق، بقضية أكبر من مجرد تدبير إداري مسطري، يتمثل في "مدى الاعتبار والتثمين، الذي تضمنه بلادنا لمختلف تعبيرات الرأسمال الرمزي، ومن ضمنها مجالات الإنتاج الإبداعي والنبوغ الفكري والعلمي والأدبي، وهو ما يجب أن يؤطر التعامل المطلوب مع ملف الأستاذ سعيد ناشيد، وحالات أخرى مماثلة لمبدعين آخرين"...
وفي سياق هذا المستوى الراقي من النظر لهذه النازلة، دعت لجنة التضامن إلى إعطاء كل الاعتبار الضروري لأشكال الإبداع الفكري والأدبي والعلمي، ووضعها في قلب القيمة الحضارية المضافة لبلادنا، وهو ما ينسجم والرؤية الملكية المعبر عنها سنة 2014، والتي تنص على أهمية "احتساب الرأسمال غير المادي كمكون أساسي (...) ويرتكز هذا المعيار على احتساب المؤهلات، التي لا يتم أخذها بعين الاعتبار من طرف المقاربات المالية التقليدية. ويتعلق الأمر هنا بقياس الرصيد التاريخي والثقافي لأي بلد، إضافة إلى ما يتميز به من رأسمال بشري واجتماعي، والثقة والاستقرار، وجودة المؤسسات، والابتكار والبحث العلمي، والإبداع الثقافي والفني، وجودة الحياة والبيئة وغيرها".
وللإشارة، فإن لجنة دعم الأستاذ سعيد ناشيد تركت لائحة التوقيعات مفتوحة للانضمام إلى هذا البيان المتقدم، الذي صيغ بمستوى حضاري، مترفّع عن الصغائر، مبتعد عن التخندق في هذا الاتجاه أو ذاك، إذ إن جوهر البيان أكبر من كل ذلك، إنه دعوة لكل المكونات والحساسيات، للالتفاف حول هدف سام ونبيل، وهو "تثمين الرأسمال الرمزي واحترام الوضع الاعتباري للكفاءات العلمية والفكرية والإبداعية في المغرب"، وفي العالم كذلك...