القصة الكاملة للصحافية الغزّية رواء مرشد التي ضربتها شرطة "حماس" الظلامية لأنها غير محجبة!
الكاتب :
"الغد 24"
رنا أسامة
في حادث وُصِف بـ"الهمجي" وأثار ردود فعل مُنددة داخل الأوساط الحقوقية والصحفية في فلسطين، احتجزت عناصر من حركة حماس، صحفية فلسطينية تُدعى رواء مرشد (26 سنة)، واعتدت عليها لفظيا وجسديا بدعوى "عدم ارتدائها الحجاب".
ولاقى الحادث استنكارا واسعا باعتباره "انتهاكًا خطيرًا للحق في الكرامة الإنسانية والسلامة والجسدية والحرية الشخصية، ولعمل الجهات النظامية المُكلّف بإنفاذ القانون" وذلك بموجب قانون العقوبات الفلسطيني رقم (74) لسنة 1936، مُحمّلة حماس المسؤولية كاملة.
ما تفاصيل الواقعة؟
يوم الأحد الماضي (25 أبريل 2021)، توجهت رواء مرشد برفقة زميلة مُصورة وزميل آخر وطفلة (6 سنوات)، في حوالي الساعة 17:00 عصرا (بالتوقيت المحلي)، إلى أرض زراعية بالقرب من أبراج منطقة جحر الديك، جنوب شرق غزة، للقيام بجلسة تصوير خارجية بعد حصولهم على إذن من مالك الأرض.
أثناء التصوير، وتحديدا بعد مرور ساعة، حضر عنصران مُسلحان يستقلان دراجة نارية ويرتديان زيًا عسكريًا، عرّفا نفسيهما بأنهما من "الضبط الميداني" التابع لحماس، وطلبا منهم هويّاتهم. وأبدى أحدهما اعتراضه على وجود شاب برفقة الصحافيتين باعتباره "غير مِحرم"، وانتقد كون رواء مرشد "غير محجبة"، فيما وجّه الآخر ألفاظًا نابية بحق رواء مرشد.
وروت رواء مرشد في منشور على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مساء أول أمس الأربعاء 28 أبريل 2021، أنها وأثناء تعريفها بنفسها كصحافية لأحد العنصرين، أخذ النقاش في منحى شخصي وبدأ ينتقد شكلها وعدم ارتدائها الحجاب "في محاولة لإسكاتها بأسلوب أبعد ما يكون عن الأدب"، وظل يوجّه لها كلامًا جارحًا على غِرار أنها "مرتدة" و"لا تنتمي لهم" و"لا يحق لها الكلام" و"لا يُشرفه مناقشتها" و"عليها أن تخرس"، بحسب المنشور. رابط المنشور على موقع "الغد 24":
وتابعت رواء مرشد: "ذهبا (العنصران التابعان لحماس) على بعد 50 مترا تقريبًا ومعهما بطاقاتنا التعريفية وطلبا الشرطة النسائية. وقمت أنا بمهاتفة أحد الأشخاص في وزارة الداخلية (بقطاع غزة)، وقال إنه سيحل الأمر ولن يكون هناك مشكلة".
بعد ذلك، عاد الشخصان وأكمل أحدهما حديثه بـ"لغة غير محترمة"، فردّت عليه مرشد: "أنت بتحكي معي؟" فما كان منه إلا أن أمسك جذع شجرة وأخذ يضربها عدة ضربات في أماكن حساسة من جسدها.
وذكرت رواء أنها تملك تقريرًا طبيًا يوثّق ذلك الاعتداء، وموقّع من أحد الأطباء في مستشفى الشفاء الطبي في غزة.
داخلية غزة تُحقق
بدورها، فتحت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة تحقيقًا في الحادث بعد تلقيها رسالة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إثر شكوى قدّمتها الصحافية رواء مرشد، وذلك بعد أن وجدت أن الإجراءات التي اتخذتها الأخيرة بعد 48 ساعة من الحادث "غير مُجدية"، كما طُلب منها "عدم نشر تفاصيل" لحين معرفة اسم المعتدِي.
وقالت الهيئة المستقلة الفلسطينية، في بيان على صفحتها عبر فايسبوك، إنها خاطبت وزارة الداخلية والأمن الوطني والنيابة العامة في غزة، للمطالبة بالتحقيق في حادث الاعتداء، مؤكدة أنه "انتهاك للحق في الحريات الشخصية التي كفلتها القوانين الوطنية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان".
وأشارت إلى أنها تواصلت مع داخلية غزة التي أبلغتها بأن العناصر المعتدية "لا تتبع الوزارة"، وأكدت أنها تدخلت فور علمها وسهّلت مغادرة رواء مرشد ومن معها، وشكّلت لجنة تحقيق، ووجّهت الصحافية المُعتدى عليها لتقديم شكوى للنيابة العامة.
وأكدت الهيئة الحقوقية رفضها القاطع لما تعرضت له رواء مرشد من ضرب ومعاملة قاسية ولا إنسانية، مشددة على ضرورة حماية الصحافيين وحرياتهم الشخصية، وتمكينهم من أداء أنشطتهم دون قيود، انسجامًا مع القانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية ذات العلاقة بحرية العمل الصحفي.
وقال إياد البزم، المتحدث باسم داخلية غزة، مساء الأربعاء: "تلقت وزارة الداخلية رسالة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، حول شكوى مُقدّمة من المواطنة (رواء مرشد)، تفيد بتعرضها لاعتداء أثناء تواجدها في أرض زراعية بالمنطقة الحدودية شرق جحر الديك، وسط قطاع غزة، برفقة شاب وفتاة آخرين".
وأضاف: "بناء عليه، قررت وزارة الداخلية، فتح تحقيق في الشكوى المقدمة من المواطنة (الفلسطينية)".
نقابة الصحافيين الفلسطينيين تستنكر
بدورها استنكرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الاعتداء "المُشين وغير الأخلاقي وغير المقبول"، بحق صحافية مشهود لها بعملها الصحفي وتغطيتها الدائمة لمسيرات العودة.