فضيحة بيجيدية مدوية.. خفافيش الإخوان يعرون على نزعة الانتقام من المفكر التنويري سعيد ناشيد
الكاتب :
إنصاف الراقي
إنصاف الراقي
فجّر قرار العزل من الوظيفة العمومية في حق المفكر التنويري المغربي الكبير سعيد ناشيد، مطلع الشهر الجاري (أبريل 2021)، من قبل وزارة التربية الوطنية، فضيحةً من العيار الثقيل، بعدما كشف القرار عن جريمة بشعة، بطلها حزب العدالة والتنمية الإخواني وأمينه العام الظلامي سعد الدين العثماني، وضحيتها رجل التعليم سعيد ناشيد، المفكر المتنور الذي قارع وما يزال، الفكر الظلامي والتكفيري، بالكلمة الحرة والتدليل المبني على العقل.
رسالة العزل التي توصل بها سعيد ناشيد، كتبليغ بعقوبة تأديبية، ارتكزت على قرار صادر عن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في 30 مارس 2021، يقضي بعزل ناشيد عن العمل كأستاذ للتعليم الابتدائي بالمديرية الإقليمية سطات، مع تعليل هذه الجريمة بمبررات مهزوزة ومخدومة بشكل سفيه فضلا عن أن سعيد ناشيد نفاها جملة وتفصيلا بالدليل والبرهان.
إن هذا العزل، الذي جاء بطريقة تعسفية، ينم عن الشطط في الاستعمال المفرط للسلطة، لطحن خصم عنيد اسمه ناشيد. كما إنه إجراء انتقامي محض لحزب إخواني، ضد مثقف فاضح لإيديولوجية الجهل والتطرف والظلامية التي يرتكز عليها البيجيدي.. الحزب الذي زرع بلطجيته ومريديه، في إطار خطة التمكين، في عدد من الإدارات المغربية، وعلى رأسها في قطاع التعليم، مقابل ترصد وإإقصاء وطرد المتنورين المخالفين لمشروعه الإسلاموي المتخلف، في عملية شبيهة بالقتل بالتسلسل.. فاليوم سعيد ناشيد وغدا أحمد عصيد، وبعده رشيد أيلال واللائحة طويلة... خاصة وأن هناك المئات من المغاربة في عدد من الإدارات، تعرضوا لمثل ما تعرض له المفكر سعيد ناشيد، لن يطول الوقت حتى تظهر هذه الحالات التي تشكل شهادة إدانة للزمن الإخواني...
لقد كشف سعيد ناشيد، من خلال تدوينة مفصلة نشرها، أمس الاثنين 19 أبريل 2021، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عنونها بـ"نعم أصبحت أتسول الآن" أسلوبا جديدا لبلطجية البيجيدي لطحن خصومه، وقبر مصادر عيشهم، في محاولة لاغتيال أفكارهم الفاضحة لاستغلاله البشع للدين، الذي يتاجر به، لتحقيق تسلطه على دواليب الدولة، بعدما أخذ مجندوه، الذين زرعهم في كل مكان، يتحكمون في مفاصلها، عبر التسلل، كما اللصوص، إلى عدد من مناصب المسؤولية بالإدارات المغربية، ضمن خطة "التمكين" الإخوانية.
في الحقيقة، عندما نبه عديد من المتنورين، في زمن ما قبل الربيع، لمخاطر مسك القوى الظلامية للسلطة في المغرب، وكيف يمكنها، أن تجعل من هذه السلطة وسيلة لإقصاء كل القوى المعارضة لأفكارها وتوجهاتها وإيديولوجيتها، بدا هذا التنبيه، خاصة عند الكتلة المحافظة في المملكة، مبالغا فيه، وينم عن سوء تقدير لطيف لم يتم تجريبه بعد في إدارة دواليب السلطة.. وإن كان هذا التنبيه، نابعا من تخوف على مكاسب المجتمع المغربي، بعدما رأى أصحابه، ما جرى في البلدان العربية التي مسك فيها "الإخوان" السلطة، وكيف شرعوا في محاربة المعارضين، ونسف أفكارهم، وخنق كل سبل الكسب عندهم، وأحيانا تصفيتهم واغتيالهم.
واليوم، وصلنا في المغرب إلى جدية ذاك التنبيه، بعدما لجأ حزب العدالة والتنمية المتحكم، وأمينه العام إلى طرد مثقف مغربي وازن، ومفكر كبير من عمله، فقط لأنه يخالف الحزب الإخواني في أفكاره.
إننا في موقع "الغد 24" نعلن عن تضامنا المطلق مع المفكر سعيد ناشيد، ونشجب هذا السلوك الانتقامي لقوى الظلام، التي تحاول فرض الفكر الوحيد والتوجه والوحيد والإيديولوجية الوحيدة على المغاربة، ونطالب باستعادة كرامة هذا الهرم الكبير... فما هكذا نجازي المثقفين في بلادنا، وليس بهذا الأسلوب البلطجي نكافئ رجل التعليم، وليس بهذا الفعل الانتقامي المريض، نحتفي بمفكر كبير، أغنى وما يزال الخزانة العربية والعالمية بعدد من المؤلفات التنويرية، التي تنتصر للعقل مقابل جهل إخواني يسعى إلى أن يسود ويحكم.