الجمعة 113.. الحراك الجزائري يتعاظم ويتجذر وملايين المتظاهرين يطالبون بإسقاط نظام العسكر

ورغم الصيام والطقس البارد والماطر في أغلب الولايات، خرج الجزائريون، في أول جمعة من شهر رمضان، في مسيرات حاشدة، كانت أكبرها وأضخمها في الجزائر العاصمة، التي عرفت تساقط الأمطار مع أجواء باردة، وانطلق المتظاهرون من عدة إحياء متفرّقة، أبرزها باب الوادي وبلوزداد، حيث كانوا يتجمّعون في ساحة البريد المركزي بوسط العاصمة، رافعين شعارات الحراك، التي تنعت الجنرالات بالخونة، وتطالب بالاستقلال، وبإطلاق سراح المعتقلين، من قبيل شعار "ليجينيرو (الجنرالات) يا الخونة أطلقوا اولادنا يصوموا معانا"، وشعار "يا تبون الكوكايين راه ما حنا حابسين طلقوا المساجين"، في إشارة إلى ضلوع خالد تبون ابن الرئيس المزور عبد المجيد تبون في الاتجار الدولي في الكوكايين، وكان ألقي عليه القبض ضمن شبكة بارونات المخدرات، وعندما استقدم الجنرالات تبون ووضعوه في قصر المرادية، كان أول قرار اتخذه الرئيس المزور هو إطلاق سراح ابنه من السجن، في حين يزجون بأبناء الجزائريين الأحرار في السجون لأنهم يطالبون بـ"دولة مدنية ماشي عسكرية"...
وسواء في العاصمة أو في مختلف المدن، التي شهدت مسيرات احتجاجية، رغم الحصار والتضييق ورغم القمع والإنزالات الأمنية، مثل تيزي وزو وبجابة وبويرة وسطيف وعنابة وسكيكدة وقسنطينة ووهران وجيجل وتلمسان، توحد الجزائريون في رفع مطالب الحراك الرامي إلى التغيير الجذري للنظام، وبناء دولة الحق والعدل والقانون وإسقاط قضاء التلفون، كما توحّدوا في مواجهة مختلف أساليب "مخابرات عبلة" لاختراق الحراك وزرع بذور الفتنة بين الحراكيين عن طريق تضخيم والنفخ في الخلافات، لكن الشعب الجزائري أبان عن مستوى عال من اليقظة والوعي بكل ما يحاك ضد الحراك، وأفشلوا جميع مناورات المخابرات، وذلك ما أكدت عليه تصريحات أبرز الفاعلين النشطاء في الحراك، من قبيل المناضلين الكبيرين كريم طابو وفُضيل بومالة

كما توحد الجزائريون، في مختلف مسيرات الحراك الشعبي، في رفع شعارات "مخابرات إرهابية تسقط المافيا العسكرية"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"الاستقلال الاستقلال"، و"إضراب عام يسقط النظام"...