اختيار اسم أخنوش لفوج من الصحافيين.. مؤسسات للتكوين على التبنديق وتخريج العبيد الجدد
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
عندما تختار مدرسة خاصة لـ"تكوين" صحافيي المستقبل اسم عزيز أخنوش كاسم لفوجها المتخرج، فاعلم أن الصحافة في البلاد، التي كانت على شفا حفرة، قد تقدمت بخطوة إلى الأمام.
ما علاقة الوزير الملياردير، الذي وُضع على رأس حزب إداري، مع الصحافة؟
هناك علاقة مالية بكل تأكيد، لأنه مكلف بتمويل بعض الصحف، مثلما هو مكلف بتمويل حزب، وربما أحزاب (مول الشكارة)، وما عدا ذلك ما كاين والو.
اختيار اسمه بدلا من صحافيين رحلوا بعدما تركوا بصمة واضحة (محمد باهي، عبد الكريم غلاب...)، يعني أن التكوين في هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات الخاصة لتكوين العبيد الجدد (هذا هو الوصف الملائم لوضعية الصحافيين البالغة الهشاشة اليوم)، هو غير التكوين المطلوب لتهييء الصحافي الشاب لممارسة مهنته باستقلالية ونزاهة وكرامة.
هذا تبنديق لأخنوش قبل نيل شهادة التخرج وتوجيه الخريجين للهتاف باسمه.
التوحش الرأسمالي يغزو كل المفاصل ومالين الشكارة كيصولو ويجولو بلا تريث.
لو كنت مكان أخنوش لقلت لهم أوهو الا مالكوم غادي تخدموا فالبومبات!
التشيات الزائد يشجع على الغرور ويشلّ العقل.
يذكر عزيز أخنوش أن والده احمادو الحاج، الذي كان رجلا عصاميا ووطنيا، كاد أن يفلس بسبب تأسيسه لحزب وإصداره لجريدة وخوضه لمعارك لم يكن مؤهلا لخوضها، ومن حسن حظه أنه وجد شريكه واكريم الذي أنقذه من الورطة، ودخل معه شريكا في "أكوا" (اختصار لأخنوش وواكريم). وهذا من باب التذكير بأن العلاقة بين المال والسياسة والصحافة ليست دائما مربحة...