صورتان للقاصر سعيد شتوان الأولى بعد خروجه من مخفر الشرطة والثانية أثناء إحدى مشاركاته في مسيرات الحراك
جريمة في الجزائر تهز العالم.. اغتصاب قاصر في مركز للشرطة اعتُقل في مسيرة الحراك (+ فيديوهات)
الكاتب :
"الغد 24"
اهتز المجتمع الجزائري ومعه العالم، أمس السبت 3 أبريل 2021، على وقع جريمة اغتصاب همجية، جرت تفاصيلها في مركز للشرطة بالعاصمة الجزائر، حيث كان أبطالها رجال شرطة فيما ضحيتها شاب قاصر عمره 15 سنة، تم اعتقاله أثناء مشاركته في مسيرة مطالبة بإسقاط نظام الجنرالات.
وبدا القاصر، واسمه سعيد شتوان، والذي لم يتجاوز عمره 15 سنة، في حالة نفسية مصدومة، بعدما دخل في حالة هسترية من البكاء، جراء ما تعرض له داخل مخفر للشرطة على أيدي رجال أمن خلال قضائه فترة الحراسة النظرية.
وبحسب مصادر من الحراك الجزائري، عندما وجد الأمنيون المغتصبون أنفسهم في ورطة لفقوا للطفل شتوان تهمة سرقة هاتف محمول لناشط في الحراك اسمه صهيب دباغي، وهو ما كذبته والدته قائلة: "ابني لم يسرق الهاتف". كما كذب هذه التهمة، الناشط في الحراك صهيب دباغي الذي أكد أن الهاتف له وتركه لشتوان بعد أن التقى به في المسيرة التصعيدية التي أجهضتها عناصر الأمن أمس السبت.
وألهب الفيديو الذي نشره الناشط محمد تاجديت المعروف باسم شاعر الحراك مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سادت حالة عامة وعارمة من الغضب في صفوف الشعب الجزائري، قبل أن يهز العالم، بمستوى البشاعة والنذالة التي وصل إليها "البوليس الجزائري".
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ونُشطاء حقوقيون بنقل شتوان إلى طبيب شرعي من أجل إثبات الجريمة، وهو ما قام به الناشطان تاجديت ودباغي، إلا أن مصلحة الطب الشرعي في مستشفى مايو في حي باب الوادي رفضت إخضاعه للفحص، إلا بترخيص من طرف الأمن.
الفيديو السابق لشاعر الحراك محمد تاجديت الذي كان برفقة الناشط صهيب دباغي، وكان تاجديت ودباغي يتحدثان بحرقة وغضب وألم حتى ذرفا الدموع من الإحساس بالقهر بسبب الفعل الاجرامي الهمجي الذي ترتكبه الشرطة الجزائرية ضد المشاركين في الحراك وبالخصوص ضد مشارك قاصر، المنحى نفسه ذهب إليه الإعلامي والمدون والناشط الجزائري في فرنسا، أمير بوخرص، المعروف باسم "أمير ديزاد"، مبرهنا بهذه الجريمة على عمق الشعار الذي يرفعه الحراك والذي يؤكد على أن "مخابرات عبلة إرهابية تسقط المافيا العسكرية"...
من جهة أخرى دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق حول جريمة اغتصاب الطفل شتوان، حيث كتبت، في بيان على صفحتها بموقع "فايسبوك"، إن "سعيد شتوان، البالغ من العمر 15 عاما، الذي تم اعتقاله يوم السبت خلال المسيرة"، أعلن عند إطلاق سراحه أنه كان ضحية اغتصاب خلال حراسته النظرية في الجزائر العاصمة.
وأكدت الرابطة أن "الإحالة الذاتية وفتح تحقيق ومعلومة قضائية بمجرد وجود مزاعم بالتعذيب، هو واجب على النيابة"، مشيرة إلى أن "التعذيب يشكل انتهاكا خطيرا لكرامة وحقوق الإنسان، فهو محظور ويعاقب عليه القانون".
من جانبها، نددت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين بهذه الأفعال، معتبرة تصريحات القاصر "صادمة وغير إنسانية وغير مقبولة وتهز العالم بأسره".
وذكرت اللجنة، في بيان لها، بأن ''سعيد شتوان بلَّغ عند إطلاق سراحه، عن الانتهاكات الفظيعة التي تعرض لها في مركز الشرطة حيث تم نقله إليه بعد اعتقاله خلال مسيرة الجزائر العاصمة''.
واعتقل القاصر خلال مسيرة نظمها الحراك وسط العاصمة (باب الواد)، وأفرج عنه بعد أكثر من ثماني ساعات من الحراسة النظرية. وغادر سعيد شتوان مركز الشرطة حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، وهو في حالة من الصدمة نفسية، حيث كشف عن تعرضه للاغتصاب، مما خلق غليانا داخل صفوف الشعب الجزائري، المقهور من قبل نظام الجنرالات.