الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
عبد الحليم حافظ في ضيافة الملك الراحل الحسن الثاني

في ذكرى رحيل العندليب الأسمر.. يوم أحرج الغرباوي الحسن الثاني بسبب الأموال التي يهبها لعبد الحليم

 
حسن عين الحياة
 
تحل يوم غد الثلاثاء 30 مارس 2021، الذكرى الـ44، لرحيل الفنان المصري الكبيرعبد الحليم حافظ، الذي أسر بصوته الناعم ملايين العرب، وضمنهم المغاربة الذي ترنموا لشدوه المتفرد، ضمن عمالقة الطرب العربي.
ولأن العندليب الأسمر كان من الفنانين المصرين الذي يترددون على المغرب، ولهم مكانة خاصة عند الملك الراحل الحسن الثاني، نحتفي في "الغد 24" بذكراه، من خلال قصة طريفة جرت له مع الفنان المغربي الكبير الراحل أحمد الغرباوي، قبل أن تصل إلى الملك الحسن الثاني الذي وجد نفسه، إزاءها في موقف محرج، ذلك أن درجات الإحراج عند الملك الراحل تختلف بحسب طبيعة المواقف، لكن حسه العالي وحدسه المتقدم غالبا ما كان يدفعه إلى تجاوز المواقف المحرجة بالصمت أو الدعابة أو التدخل مباشرة حتى لا يتكرر الموقف مرة أخرى.
مثل هذا الأمر حدث ذات مرة في رحاب القصر الملكي الذي كان يستقبل العديد من الفنانين المصريين، أمثال فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم والموجي وصباح وآخرون، وكان الفنان الكبير عبد الحليم حافظ ضمن هؤلاء قد أوشك أن يصبح فنانا مغربيا لكثرة تردده على ضيافة الملك، ذلك أن أحد الفنانين المشارقة صرح ذات مرة أن عدد أغاني عبد الحليم بالمغرب أكثر من تلك التي رددها بوطنه، ولعل ذلك كان يدفع العديد من الفنانين المغاربة إلى مضاهاته حتى ينالوا حظوة شبيهة بتلك التي يخصها الملك للعندليب الأسمر.
هذا الأمر كان لابد له أن يفرز موقفا محرجا للملك، ومن أقرب الفنانين إلى قلبه، وهو الفنان الراحل أحمد الغرباوي صاحب رائعة "إنها ملهمتي".
ذات يوم، استغل الغرباوي صداقته مع عبد الحليم ممازحا إياه، لكن مزاحه أحرج الحسن الثاني، حيث قال للعندليب الأسمر "إنك أتيت على كل أموال الدولة المغربية من خلال ما يغدقه عليك جلالة الملك".
هذا الحديث بحسب مصدرنا، لم يستقر في أذن العندليب الأسمر فحسب، بل التقطته أذن أمينة لتوصله كما أُنزِل إلى الملك الراحل، فكان أن شعر الحسن الثاني بالحرج وفق ما ذكره مصدرنا، فنادى فوراً على الغرباوي، حتى لا يتكرر مثل هذا الأمر، باعتباره يشكل ليس حرجا له فحسب، بل حتى لدى الفنانين المغاربة الذين يملئون أجواء القصر بالفرح والبهجة، وكذا باقي المواطنين الذين قد يشكل لهم مثل هذا الخبر صدمة في ظل الفقر المدقع الذي يضرب بأطنابه آنذاك على شريحة مهمة من فئات المجتمع.
وبحسب مصدرنا عندما مثل الغرباوي بين يدي الملك، وتبين منه صحة حديثه لعبد الحليم حافظ، قال له: "لا السي الغرباوي، إن ما أغدق به على عبد الحليم هو من مالي الخاص، ومال أجدادي والله يحاسبني على ذلك، فأنا أفعل هذا من أجلكم أنتم لتتعلموا منهم"، وكان يقصد بذلك أنه لا ينفق من أموال الدولة على جلب الفنانين المشارقة إلى رحاب القصر حتى يستفيد منهم الفنانين المغاربة، وإنما يغدق عليهم من ماله الخاص.