الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

في وقت يعاني 700 مليون شخص من الجوع.. العالم يهدر 931 مليون طن من المواد الغذائية

 
كشف تقرير أممي، الخميس 4 مارس 2021، أنه تم إهدار نحو 17 في المائة من جميع المواد الغذائية المخصصة للاستهلاك البشري في عام 2019، في وقت يعاني حوالي 700 مليون شخص من الجوع كل يوم...
وأفاد التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن المنازل والمطاعم والمتاجر ومقدمي المواد الغذائية أهدروا 931 مليون طن من المواد الغذائية.
وقال ريتشارد سوانيل، مدير التنمية في "برنامج خفض النفايات والموارد"، وهي منظمة غير حكومية، الخميس: "شاركت في إعداد التقرير الخاص، ووجدنا أن حجم المشكلة هائل"، مضيفاً أن "التكلفة عالية من الناحية البيئية والاجتماعية والاقتصادية". 
وأوضح سوانيل أنه "لو تمت تعبئة جميع المواد الغذائية المهدورة في شاحنات سعتها 40 طناً، واصطفت خلف بعضها البعض، لدارت حول الأرض 7 مرات". 
وبرغم ذلك، فإن قرابة 700 مليون شخص يعانون من الجوع كل يوم، بحسب تقديرات للأمم المتحدة. وعلاوة على ضخامة الأرقام فإن التقرير يدحض رأيين ينتشران على نطاق واسع يتعلقان بمكان تركز هدر الطعام، داخل وخارج عدد من الدول. 
 وقالت الخبيرة في برنامج نظام الأغذية المستدامة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، كليمنتين أوكونور، التي شاركت في إعداد التقرير: "حتى الآن، كانت مشكلة هدر المواد الغذائية تعتبر مشكلة الدول الغنية، لكن يُظهر تقريرنا أنه في كل بلد قام بقياس كمية المواد الغذائية المهدورة، فإن الطعام الذي تهدره الأسر يمثل مشكلة عالمية". 
ومن كل 121 كلغ من الطعام المخصص للاستهلاك ويهدره الفرد سنوياً في الكرة الأرضية، فإن أكثر من النصف (74 كلغ) ترميه الأسر. 
ويشمل التقرير ثلاثة أرباع البشر و54 دولة، تتراوح بين الفقيرة ومتوسطة الدخل والغنية، مع بيانات تضمن نتائج سليمة، بحسب معدي التقرير. 
كما أنها أول دراسة تركز حصراً على ما يحصل للمواد الغذائية على مستوى المستهلك، وليس الطعام الذي يتلف خلال الإنتاج والتخزين أو التوزيع. 
ومؤشر نفايات المواد الغذائية الصادر عن التقرير، يهدف لمساعدة الدول في معالجة المشكلة داخل حدودها، ما قد يساهم أيضاً في الحد من الاحتباس الحراري العالمي.
وحتى مع تعزيز جهود تجنب هدر الطعام تبقى مشكلة ما يتعين فعله بالمخلفات البيولوجية غير المستخدمة أو غير الصالحة للاستخدام. 
وأحد الأماكن التي ينبغي تجنبها هي مكبات النفايات، حيث سينبعث منها غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري، والذي ليست له أي أغراض إنتاجية، بحسب معدي التقرير. 
وهناك بدائل عدة لدفن النفايات الحيوية، منها التبرع بالأطعمة التي لا تزال صالحة للأكل، أو معالجتها وتحويلها علفاً حيوانياً أو سماداً أو استخدامها في إنتاج الغاز الحيوي. 
وستتم مناقشة مسألة هدر الطعام في أول قمة للأمم المتحدة بشأن أنظمة الغذاء، المقرر عقدها في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين (2021). 
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنتر أندرسن، إن "القمة هذا العام ستوفر فرصة لبدء خطوات جديدة جريئة للتصدي لهدر المواد الغذائية على مستوى العالم". 
وأحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، يسعى لخفض نصيب الفرد من هدر المواد الغذائية إلى النصف على مستوى بيع التجزئة والمستهلك بحلول 2030. 
وقالت رئيسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنجر أندرسن، إن الحد من هدر الطعام من شأنه أن يقلل من غازات الاحتباس الحراري ويبطئ تدمير الطبيعة من خلال التغييرات في استخدام الأراضي، مع تقليل التلوث أيضا.
وأضافت أن ذلك سيعني أيضا توفير مزيد من الغذاء، وبالتالي تقليل الجوع في العالم وتوفير المال. ودعت أندرسن الحكومات والشركات والأفراد في جميع أنحاء العالم إلى القيام بدورهم لتقليل النفايات.