يتعين الكف عن البكاء.. نحن قادرون على الإقناع والإقلاع من جديد
الكاتب :
"الغد 24"
مسعود بوعيش
- استطاع الإعلام وتكنولوجيا الاتصال والتواصل التأثير وخلق رأي عام واسع منشغل ومهتم بالصراع الأمريكي/ الصيني/ الروسي/ الأوروبي...
حينما يتعلق الموضوع بصراعنا حول قضايانا الحيوية والمصيرية، ننتظر ونتطلع، بسذاجة سياسية، أن يتناول ذلك الإعلامُ الدولي الواسعُ الانتشارِ والتأثيرِ قضايانا الحيويةَ بمنظورنا...
- الترافع من أجل إقناع الآخرين بعدالة مطالبنا يتطلب المثابرة والمواظبة والاستمرارية لأن مسؤولي الأمس ليسوا هم (هن) مسؤولي اليوم، ولأن كل جديد تفرزه الانتخابات في أنحاء المعمور يتطلب منا تجديد الاتصال والتواصل وتجديد أساليب وأشكال الترافع...
- عمليات تجديد البرلمانات الديمقراطية والحكومات التمثيلية في العالم تفرز فئات عمرية جديدة بعقليات الحاضر والمستقبل بتناقضاته ورهاناته... وتوظف مهارات وكفاءات وخبرات جديدة... ولذلك فلا يكفي أن تكون قضيتك عادلة لتكون حاضرة لدى الغير بتلك الحمولة وقناعتك راسخة لإقناع الآخر المسؤول(ة) الجديد(ة) بين عشية وضحاها...
- تطوير وتنمية التعارف والتبادل والتعاون بين الشعوب والدول لا يُختزل في محاولات تجويد العلاقات الكلاسيكية القائمة عبر قنوات السفارات والتمثيليات داخل هيئات ومكاتب المنظمات الدولية الحكومية، بل أصبحت الإنتاجات والصناعات الثقافية الأخرى رافعة لتجديد وتطوير وإغناء علاقات التبادل والتعاون والتضامن...
- لم تفرض الولايات المتحدة الأمريكية هيمنة نموذجها على عقولنا بواسطة سفرائها وقناصلتها ومخبريها وجواسيسها الوافدين والمحليين بسلالاتها المتحورة ونقط ارتكازها المتعددة الجنسيات... بل شكلت الصناعة السينمائية الجيدة والإبداعات الأدبية والموسيقية والغنائية المائزة وتنامي قيم الحرية والكرامة والعدل وسيادة القانون جسورا موازية ومتعامدة لهيمنة النموذج الأمريكي ومنافسيه من النماذج الأخرى مثل الصيني والأوروبي من النماذج الثقافية الأخرى التي تصارع من أجل الوجود والتوسع والبقاء والحياة...
- ديبلوماسية الأمس ليست كافية للصعود والانتقال والعبور.. لأنها ليست هي متطلبات ديبلوماسية اليوم في كل مكان، لأن مغرب اليوم بطموحاته وتطلعاته ليس هو مغرب الأمس، وبالتالي فإن عالم ما قبل سقوط جدار برلين (نونبر 1989) ليس هو عالم انهيار ناطحات السحاب الامريكية (سبتمبر 2001)، ولأن عالم ما قبل زمن كوفيد 19 (دجنبر 2019) ليس هو عالم ما بعد اللقاح ضد كرونا المستجد...
- ما يثلج الصدر ويعزز منحنى التفاؤل أن مغرب اليوم غني بالكفاءات والخبرات وغني بالإنتاجات الفكرية والعلمية والفنية بكل اللغات والألوان هنا وهناك... يتعين فتح المجال للديبلوماسية الموازية الجديدة لترصيد وتعميق التراكمات الإيجابية والانزياح المشترك والانحياز النهائي إلى قيم الحرية والتعدد والتنوع والتسامح والتعارف... كما يتعين الكف والتوقف عن البكاء هنا وهناك وسط مغاربة العالم...