من الندوة الصحفية التي عقدتها هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد
الريسوني واغتيال الشهيد شكري بلعيد.. وثائق سرية تكشف عن جرائم إخوان تونس ومصر وحماس
الكاتب :
جلال مدني
مازال الشارع التونسي في حالة صدمة وغضب من المعطيات الصادمة، التي كشفت عنها هيئة دفاع الشهيد شكري بلعيد، عن تورط جماعة الإخوان المسلمين في كل من تونس ومصر وفلسطين، وجهات أخرى لم يُكشف عنها بعد، قد يكون ضمنها المغرب، من خلال الظلامي أحمد الريسوني، الذي تتداول نشطاء تونسيون اسمه...
وكان نشطاء تونسيون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالخصوص موقع "فايسبوك"، الكثير من المعطيات عن الاتصالات المنتظمة، التي كان يقوم بها تنظيم الإخوان المسلمين، عبر قطر، مع كل من تونس ومصر وحماس، وأشاروا بأصابع الاتهام إلى الواجهة الرسمية للإخوان المسلمين، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه حاليا، الظلامي الإرهابي التكفيري المغربي أحمد الريسوني، الذي كان في تلك الفترة "حامل الباليزا" للإرهابي يوسف القرضاوي... ولا يستبعد مراقبون ورود الظلامي المغربي أحمد الريسوني، خصوصا أن هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد أحجمت عن الكشف على كل الأوراق، التي بين أيديها...
وكانت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي أعلنت، في ندوة صحفية، يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021، في العاصمة تونس، أنه تأجل النظر مجددا في قضية اغتيال السياسي الشهيد شكري بلعيد إلى 14 ماي 2021، مشددة على أن "المحاماة لن تتأخر في إرجاع حق الشهيد"، ومنتقدة عسكرة شارع الحبيب بورقيبة في ذكرى اغتيال بلعيد، معتبرين ذلك اعتداء على المحاماة بعِلم وإشراف رئيس الحكومة هشام المشيشي.
وأكدت هيئة الدفاع أن "عملية اغتيال شكري بلعيد، من تخطيطها إلى تنفيذها، هي جريمة دولة"، وكانت لحظة فارقة حين أعلنت هيئة الدفاع أن قاضي التحقيق بالمكتب 12، تعرض للتهديد حين تحول إلى مقر وزارة الداخلية وأثبت وجود الغرفة السوداء، التي تبرهن على وجود جرائم الجهاز السري المرؤوس مباشرة من راشد الخريجي، وهو لقب راشد الغنوشي...
ووجهت عضوة هيئة الدفاع إيمان قزارة رسالة إلى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي قائلة له، في معرض أشغال الندوة الصحفية، إن "شكري بلعيد يلاحقك في كل مكان.. بلعيد الذي دافع عن الأمن الجمهوري وعن كل نفس حرة في هذه البلاد.. وإن جميع الملفات، التي تريد قبرها، فُتحت، بينها ملف فتحي دمق، ومصطفى خذر، وملف الجهاز السري"... وأضافت أن ملف الجهاز السري ملف "يوجع" راشد الغنوشي رأسا...
وقالت الناشطة الحقوقية إيمان قزارة، بكل جرأة وشجاعة، وليس مثل قوات وقوادي الظلاميين في المغرب، إن "هيئة الدفاع لن تخاف من الغنوشي ولا من عصاباته الرسمية أو الخفية"!
وكشفت إيمان قزارة أن قاضي التحقيق بالمكتب 12 تم تهديده من طرف وكيل الجمهورية السابق البشير العكرمي، فعندما أعلمه القاضي بوثائق الجهاز السري، رد عليه العكرمي قائلا "لا تعلمني ولا تحل عليا باب بلاء راني نعاقبك"، مضيفة أن هذا موثق لدى وزارة العدل، مشيرة إلى أن وثائق ملف الجهاز السري لحركة النهضة كشفت أن هناك صورا لمنازل بجهة باردو كان يقيم فيه رعايا يحملون جنسيات أمريكية، وكانوا يقومون بنشاط في أحد المنازل يتمثل في التبشير والاستخبارات، وقد كان الجهاز السري للنهضة يراقبهم ويعد تقارير في الغرض حول نشاطهم، وذلك في إطار جمع المعلومات وبناء الأهداف من طرف الجهاز السري للنهضة.
وأضافت الناشطة الحقوقية أن المدعو قيس بكار قيادي بحركة النهضة وهو أمني بإدارة الحدود والأجانب، سبق وأن تم الاستماع إليه كشاهد في قضية رجل الأعمال فتحي دمق، وقد ذكر أنه تسلم أدوات التصوير وتسجيل دمق من طرف شخص يدعى الفرشيشي من وزارة الداخلية، ليتضح من خلال ملف الجهاز السري أن وزارة الداخلية لم تعط لا الترخيص ولا الأدوات لقيس بكار لتصوير وتسجيل دمق في ذلك الفيديو الذي تم التطرق فيه إلى الاغتيالات، وتبين أيضا أن المشرفين على إدارة الحدود والأجانب أكدوا أن قيس بكار لم يتسلم منهم أداة التصوير تلك.
ومن بين النقاط الخطيرة الأخرى، التي تم كشفها، وفق الناشطة الحقوقية إيمان قزارة، مراسلات بين الإخوان المسلمين في مصر ومصطفى خذر والزيارات المتواترة بينهما وقيام عناصر من الإخوان بعمليات تدريب لكيفية بناء الجهاز الأمني للنهضة، وأن إدارة الأبحاث بالعوينة توصلت إلى الكشف عن شخص يدعى سليمان عزمي عويس مدرب كان قدم من الدوحة، مرسلا من تنظيم الإخوان المسلمين في قطر، وبقي ستة أيام في تونس، وأشرف على دورة استراتيجية في كيفية بناء الجهاز الأمني للنهضة، وتبين أنه تابع للإخوان المسلمين في مصر، مضيفة أن الأخطر من هذا هو أن إدارة الأبحاث كشفت وجود مراسلات وأرقام هواتف كان الجهاز السري يستعملها من تطبيق اسمه "السكرتيرا"، يتولى حجب وتغيير الأرقام للهواتف المحمولة، خلال استعمالاته، وهو تطبيق تشفير كي لا يتم كشفه، استُعمل لتشفير المكالمات والمراسلات بين تنظيم الإخوان المسلمين وحركة النهضة وحركة حماس...
وقالت إيمان قزارة أن ملف الجهاز السري كشف، أيضا، أن حركة الإخوان المسلمين أعلموا مصطفى خذر أن هناك عشرة طلبة تابعين لحركة حماس كانوا قدموا إلى تونس، وطلبوا منه تسليمهم منحا جامعية، فأجابهم خذر أن المنح موجودة من تمويل خاص، وكل الحديث الذي دار بين خذر والإخوان المسلمين في مصر حول موضوع الطلبة تم بتطبيق "السكرتيرا"، ولكن بعد فك تشفير التطبيق تبين أن الممول كان يعمل مستشارا لدى القيادي في حركة النهضة الراحل منصف بن سالم لما كان وزير التعليم العالي، وسبق أن سجن في 1985 بسبب الانتماء إلى النهضة، وهذا الشخص سلم منحا جامعية لعشرة طلبة تابعين حركة حماس بتنسيق مع الإخوان المسلمين في مصر، جاؤوا للقيام بأعمال مشبوهة، وللتدريب العسكري، متخفّين بغطاء طلبة جاؤوا للدراسة في تونس...
ومن النقاط الخطيرة الأخرى، التي تحدثت عنها إيمان قزارة، أنه في إطار الأبحاث في ملف الجهاز السري تم الكشف عن قائمة سلاح، مبرزة أن طلبات كانت توجهت إلى شركة روسية لجلب كمية من السلاح إلى تونس، مشيرة إلى أن إدارة الأبحاث كشفت أن تلك الشركة الروسية يتعامل معها فقط الجيش التونسي، مضيفة أن إدارة الأبحاث أعلمت رئيس أركان الجيش التونسي حول ما إذا كانت قائمة السلاح المتحدث عنه دخلت إلى تونس عن طريق الجيش، لتوضح أنه بعد فك الشيفرة، تبيّن أن الجهاز السري لحركة النهضة هو الذي راسل الشركة الروسية لطلب جلب تلك الأسلحة لاستعمالها... وأكدت أن هذه الحقائق مودعة لدى وزارة العدل والمجلس الأعلى للقضاء في شكل شكايات ولكن لم يتم التحرك إلى الآن.
من جهته، قال طارق الحركاتي، رئيس جمعية المحامين الشباب، إنه لن يقع قبر ملف اغتيال الشهيد بلعيد أو إحباط هزائم هيئة الدفاع، وإن الحقيقة سترعب أعداء كشف حقيقة الاغتيال، معتبرا أن هؤلاء لا يتحركون إلا في الغرف المظلمة والأجهزة السرية، مضيفا أنه طيلة ثماني سنوات كانت هيئة الدفاع تسعى وتبحث عن الحقيقة، مؤكدا أن الهيئة لا تريد تدليس اتهام أي كان بل كشف حقيقة الاغتيالات السياسية وعلى رأسها قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد، التي اكتشفت فيها الهيئة أن هناك تواطؤا من القضاء ووضع يد السلطة التشريعية متمثلة في حزب النهضة الذي وضع يده على القضاء وتدخل في تعيين الوزراء المتسترين على الفساد، معبرا عن أمله أن يكون إحياء الذكرى القادمة لاغتيال الشهيد لحظة حاسمة لكشف الحقيقة، حقيقة المتورطين في الاغتيال، خاصة أن هناك أدلة لمتورطين خططوا في الغرف المظلمة، معبرا عن أمله في أن يتحرر القضاء من براثن الإرهاب والرجعية والظلامية...