الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني

أخطر موقف.. فنان حَطَّمَ عوده بقوة أمام الحسن الثاني وضيفه الكبير محمد عبد الوهاب فأحدث دويا بالقصر

 
حسن عين الحياة
 
وجد الملك الراحل الحسن الثاني نفسه، ذات مرة، في موقف غاية في الإحراج، ولعله بحسب مصدرنا، أصعب موقع تعرض له الملك، خاصة في حضور نخبة من الوزراء والفنانين.
واستغرب المصدر نفسه ، كيف أن الحسن الثاني لم يحرك ساكنا، حيث ظل مشدوها إزاء هذا الموقف الذي حدث أمام ناظريه وبحضور عملاق الطرب العربي الفنان محمد عبد الوهاب.
وحسب ما أورده سعيد هبال في كتابه "أصدقاء ملك" على لسان الفنان الراحل صالح الشرقي، حدث ذات يوم أن نزل الموسيقار محمد عبد الوهاب ضيفا عند الملك الراحل الحسن الثاني، وخلال وجبة العشاء، نادى الملك على الموسيقار المغربي صالح الشرقي كي يقدم بعض معزوفاته على آلة القانون.
كان الجمع آنذاك يضم بالإضافة للملك وضيفه الكبير، ثلة من الوزراء والفنانن ومقربي القصر ممن ألفوا ملأ أجواء البلاط بهجة وفرحا، وعند انتهاء الملك من وجبته مع ضيفه طلب من فنانه المفضل أحمد البيضاوي أن يقدم بعض أعماله على آلة العود.
وتبعا لهبال، يقول صالح الشرقي، استرسل البيضاوي في العزف وقدم خلال تلك الليلة "عزفا لم اسمعه في حياتي من قبل... وكان رحمه الله (الملك) يتابع عزفه بانبهار وإمعان ويطلب من الحاضرين عدم التصفيق والانتظار حتى "القفلة" مما يدل على ذوقه الرفيع في الاستماع"، وضيف الشرقي أنه عند انتهاء أحمد البيضاوي من العزف وقف من شدة الفرح لاستحسان رضى وإعجاب الملك بعزفه خاصة أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب.
إلى حدود الآن، شعر الملك باعتزاز أمام ضيفه، لكن سينقلب الوضع إلى منحى آخر بعدما وضعه أحمد البيضاوي في موقف محرج بحضور علية القوم، ذلك أن البيضاوي أمام نشوة الفرح، يقول صالح الشرقي: "رفع عوده إلى الأعلى وضرب به على الأرض، فتحطم عن آخره محدثا دويا يشبه الرعد.. فسادت لحظة الذعر والدهشة، لأننا كنا ننتظر رد فعل جلالته، ولكن خدم القصر كسروا هذا الحدث بالتصفيق والهتاف.. (الله يبارك في عمر سيدي) وكأن شيئا لم يقع".
إنه من أشد المواقف المحرجة التي تعرض لها الحسن الثاني وهو في قمة سلطته وصرامته، لكن لم يهدأ باله إلا عندما علم دواعي إقدام أحمد البيضاوي على فعلته تلك، ذلك أن هذا الأخير، صرح لأحد أصدقائه الذين حضروا حفل الملك خلال تلك الليلة، أن العود الذي عزف أمام الملك ومحمد عبد الوهاب كان لابد بعد إعجابهما بعزفه أن يموت ويتوقف نهائيا عن العزف حتى لا يعزف لغير الملك مرة أخرى.