الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
غلاف رواية "أسرار أمونة" وفي الدائرة الكاتب خالد أخازي

خالد أخازي ينعش الخيال العربي بروايته "أسرار أمونة" مستحضرا الصراع بين الأسطورة والحقيقة إبان الاستعمار

 
بحسه الإبداعي الذي لا ينضب، يطل علينا الروائي والكاتب المغربي خالد أخازي، برواية جديدة، هي الثالثة له، تحت عنوان "أسرار أمونة"، صادرة عن دار مركز الأدب العربي بالسعودية، ويعتبر هذا العمل الروائي الجديد، بحسب الكاتب، حلقة أخرى في مشروعه السردي الذي يحتفل باللغة ويؤصل للعربية كلغة قادرة على احتواء المتغيرات والتحولات لفظا وأسلوبا، باستدعاء لغة شعرية شفافة، لكن فصيحة، تثويرا للفظ.
وتأتي هذه الرواية (أسرار أمونة) بعد تجربتين روائيتين، للكاتب خالد أخازي، كان لهما وقع كبير في الساحة الأدبية العربية، الأولى تحت عنوان "عشق في زمن الغضب" الصادرة عن دار روافد بمصر، والثانية "ذاكرة جدار الإعدام" الصادرة عن "دار مدارك للنشر والتوزيع " بالسعودية.
لقد زاوجت رواية "أسرار أمونة" بين الواقعية والعجائبية، دون السقوط في فخ الوقائع المتعالية عن التفسير والتأويل ضمن شروط الواقع وسيرورته.. فالمتن السردي مفعم بقضايا غرائبية تبدو من الوهلة الأولى، لكن في سياق التحولات الاجتماعية والسوسيو- ثقافية نجد الأجوبة والعلل العقلانية لما يقع أمام أعيننا، فلكل شيء تفسير مهما عجيبا وسحريا، ذلك أن الرواية اعتمدت لعبة تطويع التاريخ، بالتوهيم وإعادة التفكيك والتدليل، لصياغة الرؤية وطرح قضايا الحاضر بكل تناقضاته وهمومه، في محاولة للتناص التاريخي التيمي، باستدعاء شخصيات تبدو نمطية لكنها في بعدها الاجتماعي والسياسي شخصيات مركبة دالة تحتمل سيلا من الدوال الاجتماعية ترميزا ومجازا وتأويلا.
هي رواية تنشد بلغة راقية شاعرية دون السهو عن الوظيفة الحكائية التي هي جوهر كل برنامج سردي، مقاربة قضايا إنسانية، وأسئلة حضارية وثقافية، كالحرية وعلاقتها بالكرامة، والتسلط على الشعوب بالأسطورة والخرافة، والخرافة وعلاقتها بالسلطة والاستلاب والقهر والهيمنة، عبر تفكيك بنية العقل الكولنياني، ومدى قدرته على استغلال الرموز شبه الدينية الخرافية، وترسيخ الجهل ومحاربة الوعي النقدي، لخدمة وجوده وضمان سيطرته وتمدده.
"اسرار أمونة" رواية تحتفل كالعادة باللغة وتظهر مفاتنها وسحرها، فالروائي خالد أخازي، يشتغل على مشروع أدبي يقطع مع التتفيه اللغوي والإسقاط التعبيري، ويروم وسط هذا الصخب الإنتاجي، إعادة الاعتبار للنص السردي بكونه بالدرجة الأولى قصة تُروى، وبكونه خطابا لغويا راقيا جماليته في"تخطيب" القصة وصيغة عرضها، وبالتالي، فهو يزاوج بين جمال اللغة والتأصيل لـ"اللفظ" السردي، دون الحاجة لنحت خارج- لساني عربي، أو تعريب يفقد اللفظ شحنته الجمالية وشرف المعنى وعمق الدلالة.
وفي السياق ذاته يشتغل الكاتب على سردية ترقى بالذائقة، وتورط القارئ في فعل التأويل وإعادة الإنتاج.
ونقرأ في تقديم الرواية، على ظهر الغلاف، "هي رواية الصراع بين الأسطورة والحقيقة، بين الفضيلة والرذيلة، في زمن كان فيه الاحتلال الفرنسي للمغرب يوظف الأسطورة والخرافة لترسيخ الجهل وصناعة الوهم الذي يستفيد منه أعوانه ودعاة خوارق مزيفة، بواسطتها يتم تثبيت سلطتهم والسيطرة على العقول والأرزاق… للحب دور فاعل في تذويب التناقضات الإثنية والدينية من أجل حرية البلد ومواجهة سلاح الأسطورة بسلاح الحقيقة… لابد من العشق… والقضية تحتاج إلى قلوب عاشقة لا عقول حالمة، حيث يمكن القفز على كل المتاريس والعقد التاريخية عرقية كانت أم دينية..
رواية تمتد أحداثها ما بين السودان والمغرب، ومحطات بمصر، لصوفي مغربي، تزوج من ابنة زاوية سودانية في بداية القرن العشرين، وتم استغلال اسمه بعد موته، في بلدة نائية من لدن امرأة لعبت على العقول والشهوات، وصنعت خرافة خدمت بها نفسها وأعوانها والمحتل، إلى أن يُفتح صندوق أسرار السيدة الصوفية أمونة، وتنطلق رحلة إدريس ابنها لتحرير اسم أبيه أولا، ثم البلد ثانيا…وتبدأ رحلة النور والعبور والحرية والكرامة وتحرير العقول من الزيف والوهم".