الملك الراحل الحسن الثاني في حديث مع عبد الواحد الراضي وفي اليمين الراحل الفقيه البصري
أسرار رغبة الحسن الثاني في عودة الفقيه البصري من المنفى للمغرب وكيف أراد أن يُعتَقَل فور عودته
الكاتب :
حسن عين الحياة
حسن عين الحياة
يحكي الاتحادي عبد الواحد الراضي، في كتابه "المغرب الذي عشته"، أنه في سنة 1987 أثيرت قضية عودة الفقيه البصري من المنفى، وحدث أن بعث الملك الحسن الثاني بوزيره في الداخلية إدريس البصري ليبلغ الفقيه رغبة الملك في رجوعه إلى بلاده.. وخلال لقاء البصري بالبصري في باريس وضع الفقيه شروطا لعودته، وفي مقدمتها، حسب الراضي، ضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين...
بعد ذلك اللقاء، يقول الراضي، وما جرى فيه، وما كتب عنه في الصحافة، خصوصا ما كتبه محمد باهي في مجلة "اليوم السابع" وحميد برادة في مجلة "جون أفريك"، كنت في ضيافة الملك بالقصر الملكي في إيفران (...) طلب مني الملك أن أركب السيارة في رفقته وبمعية السيدين أحمد عصمان ومولاي أحمد العلوي... وفي الطريق، ونحن في السيارة، فتح الملك موضوع الفقيه البصري. قال "ينبغي أن تعرف موقفي. فقد كنت فكرت في أن لهذا السيد علاقات مع الجزائر، وأن له علاقات مع البوليساريو. كما أن هذا السيد بدأ حياته كمقاوم، فأردت أن أعطيه الفرصة لكي ينهي حياته كمقاوم لصالح بلاده. ولكي يستغل علاقاته مع هؤلاء الناس ونفوذه الشخصي لديهم في خدمة قضية الصحراء والعلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر. ولذلك أرسلت إليه مرسولا خاصا، وعوض أن يستجيب فيغتنم هذه الفرصة ويدخل المغرب لكي نطوي هذه الصفحة، أخذ يشترط عليَّ ويجيبني بالمقالات وبالصحف. وأرى أن هذا السيد لم يفهم المبادرة بل لا يفهم شيئا. لذلك، لا حاجة إلى أن يدخل. وإذا دخل سيُلقى عليه القبض، وكان يحدثني بكل هدوء ووضوح، ولعله فضل أن يقول لي ذلك أمام شهود".
ويضيف الراضي "كعادتي دائما عقب أي لقاء لي مع الملك، ما إن عدت إلى الرباط قادما من إفران، حتى ذهبت إلى زيارة الأخ عبد الرحيم بوعبيد لأقدم تقريري الشفوي إليه. وعندئذ، اتصل عبد الرحيم بالفقيه ليقترح عليه تأجيل التفكير في العودة إلى المغرب في تلك المرحلة، وأن علينا الانتظار إلى أن تنضج الظروف، وكما نعرف، فإن هذه العودة ستتأخر طويلا، ولن تتحقق إلا سنة 1995 بعد انصرام ثمان سنوات".