إبراهيم العيساوي منفذ الهجوم الإرهابي على كنيسة نوتردام بنيس الفرنسية
تَعَرَّف على منفذ الهجوم الإرهابي في نيس.. من مدمن على الخمر والمخدرات إلى متدين إسلامي دموي
الكاتب :
"الغد 24" و(أ.ف.ب)
وصل إبراهيم العيساوي، المشتبه فيه بشن الهجوم الإرهابي على كنيسة نوتردام بمدينة نيس، أول أمس الخميس، إلى فرنسا عشية الاعتداء الذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص، وقذ أصبح متدينا قبل سنتين تقريبا، وفق ما أفادت به عائلته المتواضعة الحال التي تقطن حيا شعبيا في محافظة صفاقس، وسط تونس.
وفي حديثه لوكالة فرانس برس، يقول ياسين شقيق منفذ الهجوم الإرهابي "هذا غير عادي" مبديا استغرابه من سرعة وصول إبراهيم البالغ من العمر 21 سنة إلى فرنسا وقيامه بالهجوم.
وتروي الأم قمرة باكية لمراسل وكالة فرانس برس "عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل لإصلاح الدراجات النارية".
تعيش والدة منفذ عملية نيس وشقيقه في بيتهما المتواضع، تجيب على أسئلة الصحافيين وعلامات الصدمة والذهول الشديدين بادية عليهما.
يعبر أفراد العائلة عن "صدمة" من خبر الهجوم الإرهابي، وتُشدد شقيقتُه عائدة "لا أتصور أن أخي يقوم بهذا الفعل"، ويضيف قريب العائلة قيس العيساوي "نحن ضد الإرهاب ولا تشرفنا هذه الأفعال" في حال تأكدت.
ولد إبراهيم الذي انقطع عن الدراسة في المرحلة الثانوية، في عائلة تتكون من سبع بنات وثلاثة ذكور في حي شعبي بالقرب من منطقة صناعية في محافظة صفاقس حيث البنية التحتية شبه معدومة.
وتؤكد قمرة أن ابنها "جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار (حوالى 400 أورو) وأنشأ كشكا لبيع البنزين" على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية.
وتوضح شقيقته عائدة في "رسالة إلى العائلة" التي مات فرد منها في الحادثة "نحن عائلة متواضعة الحال، نريد منكم أن تساعدوننا على كشف الحقيقة... أخي ليس ارهابيا... ليس متشددا".
وتقول "إذا ما تبين أن أخي صاحب الفعلة فالأكيد أن من ورائِه أيادٍ خفيةً. مستحيل (أن يكون بمستطاعه) فعل هذا (الاعتداء) لوحده".
وبحسب فرانس برس، بدأ ابراهيم يلتزم الصلاة ويرتاد المسجد خلال السنوات الأخيرة. وتقول الوالدة بحسرة "منذ عامين ونصف العام أصبح يؤدي الصلاة ويتنقل فقط بين العمل والجامع والبيت ولا يجالس أحدا" من أبناء الحي.
وتتابع "كان قبل ذلك يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات... كنت أقول له لماذا تنفق أموالك ونحن محتاجين"، وكان يجيبها "إن هداني الله فسوف يهديني لروحي".
حاول إبراهيم الهجرة بطريقة غير قانونية مرات عدة إلى أن نجح في ذلك. وعند وصوله إلى إيطاليا في محاولته الأخيرة قبل شهر ونصف الشهر أخبر العائلة أنه عمل في قطف الزيتون وفق ما قال شقيقه.
وأبلغ ابراهيم العائلة بوصوله الأربعاء الماضي إلى فرنسا للبحث عن عمل بعدما ترك العمل مع ابن عمه في إيطاليا.
ويروي شقيقه ياسين "وصل (الأربعاء) إلى فرنسا في حدود الساعة الثامنة ليلا... كان في إيطاليا وعمل في الزيتون ثم قرر الذهاب إلى فرنسا بحثا عن عمل".
شرع القضاء التونسي التحقيق مع أفراد عائلته. ويقول نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي لوكالة فرانس برس إن المشتبه فيه "ليس مصنفا إرهابيا لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 شتنبر الفائت، ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات".
ونددت وزارة الخارجية التونسية والبرلمان بشدة بالاعتداء "الإرهابي"، وأعربا عن تضامنهما مع الشعب الفرنسي.
وتؤكد العائلة انها لم تكن على علم بمشاريع ابنها الذي وصل كغيره من آلاف التونسيين إلى جزيرة لامبيدوزا بطريقة غير قانونية بحثا عن مستقبل أفضل وهربا من بطالة وأزمة اقتصادية في بلدهم.
وتختم الوالدة والدموع لا تفارق عينيها "ذهب وتركنا".