الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

سأقاطع فرنسا إلى أن تقام صلاة الجمعة في ساحة لاريبوبليك

 
عمر أوشن
 
سأقاطع الأستاذة مدام كارفنيون الفرنسية.. لا أدري هل ما زالت على قيد الحياة..
كانت تدرسنا في ثانوية مولاي رشيد.. وكنا نخرج لها عقلها بسبب جهلنا لثقافة ليكزاغون..
سأقاطع روايات محمد خير الدين وكاتب ياسين وسأرمي من بيتي رواية "العطر" لباتريك زوستيلد.. أنا أصلا لست جامع وخازن كتب ولا أحب من يخزن..
سأنسى كل ما حفظت ذاكرتي من أغان وأشعار لجاك بريل وبراسانز وليو فيري وجوني هاليداي.. إنهم لا يمثلون هويتنا الأصيلة النظيفة السمحاء..
سأقاطع جو داسان.. وشارل أزنافور
بودلير ورامبو.. وفيرلين.. وبيير بورديو.. سيمون فيل..
فرانسواز ساغان المدخنة الشرهة الحزينة.. وسأطالب أن يكف صديقي عبد اللطيف مفكر عن هوايته: شراء الكتب والروايات الفرنسية..
عبد اللطيف قال لي إن "لوموند "كانت توزع في تادلة أيام طفولته..
أرفض أن يدرس لابني قصة معزة موسيو سوغان..
لنا ماعزنا.. ولنا بغالنا..
فرنسا عدوتنا.. فرنسا عشيقتنا.. فصيلة جلدنا ولون عيوننا..
سأرفض ركوب ترامواي والقطار السريع وأسافر إلى طنجة نهاية الأسبوع لزيارة والدتي على حمار كما كان يسافر الأجداد والصحابة..
سأقاطع لافاش كيري.. البقرة الضاحكة..
وأقطع علاقتي مع دانون.. وستيلو ستيبن المداد وقلم بيك..
شامبوان بالموليف ودوب وشفرة مينورا وجيليط وكوميرة ونبيذ بوردو وبورغون وموطارد ديجون ومسرح أفينيون وسينما غودار..
شانيل وإيف سان لوران..
سأقاطع قهوة بورجوازية أشربها مرة مرة في مطعم "بول" بهرهورة وحي الرياض..
وسأنقل حسابي من الأموال الطائلة في مصرف المغرب إلى أحد الابناك الإسلامية التي توالدت بوفرة في تمارة..
وكلما سقطت عيني على لوحة للرسام دولاكروا أو ماتيس..
هنري لودواني.. غوغان سأغمض عيني وأقول مع نفسي: أستغفر الله العظيم.. يا لطيف..
سنغلق المراكز الثقافية الفرنسية بالبلد.. ونقوم بملاحقة السحرة الداعين الى الصداقة الفرنسية المغربية..
سنعتذر للعالم أن لنا صحافيين برعوا في فن الكرونيك منهم: نذير يعتة.. لطفي أقلعي..
فؤاد العروي.. عبد الله الستوكي.. زكية داوود.. جمال براوي.. نعيم كمال..
عبد الهادي الكادي.. كريم بخاري.. خليل الرايس.. علي حسن.. محمد البحيري.. سامي الجاي...
أما الطاهر بنجلون ومصطفى كبير عمي وأحمد الصفريوي فسيصدر لاحقا بلاغ من وزارة الأوقاف بشأن حرق ما كتبوه..
سأقاطع فرنسا.. وأقاطع تأشيرتهم على الباسبور التي منحوني إياها قبل كورونا ولم أسافر بها إلى اليوم.. ولن أضع قدمي الطاهرتين على أرض الكفار إلا بعد أن يشرع في رفع الآذان من أعلى برج ايفيل والصلاة جماعة في ساحة لاريبوليك ومنع الخمور في مقاهي وبارات طروكاديرو والسان جيرمان..
وسأوجه النداء الحار بشدة لمقاطعة وكالة الأنباء الفرنسية ومقابلات باري سان جرمان وطواف فرنسا ومختبرات باستور وميشيل دروكير ولوران روكيي وبرنامج لاكروند ليبريري..
ولن يرفع الحصار سوى بعد إغلاق الصحف التي تسيء لصورتنا الناصعة المطهرة ويقرر المقرر "صحيح البخاري" في الكتاب المدرسي..
العلمانية رجس من عمل الشيطان..
نحن من سيطرد الشيطان من بلد الثورة الفرنسية والأنوار..
علمانية فرنسا لا تتسع لإسلامنا..
ديننا لا تتسع جبته للعلمانية.. ويضيق صدره للحريات..
إنها حرب مفتوحة لتحرير فرنسا من براثن العلمانية..
تكبييييير...