اللهطة والانتهازية.. سرقة عجلات حاويات للأزبال بالبيضاء يثير سخط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي
الكاتب :
إنصاف الراقي
إنصاف الراقي
أثارت صورة لحاويات الأزبال، تم تداولها، اليوم الثلاثاء، على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بفايسبوك وإنستغرام، موجة استنكار واسعة، وسخطا عارما بسبب ما وصفوه بـ"اللهطة" و"لوجيبة" اللتان تبرزان الحس الانتهازي" الذي يعتمل في صدور الكثيرين.
وتظهر الصورة عدة حاويات معدنية للأزبال بمدينة الدارالبيضاء، مرمية بجانب رصيف أحد الأزقة، دون دعامات، بعدما تم انتزاع عجلاتها، فيما انتشرت كومة من الأزبال بجانبها، وحيرة أحد عمال النظافة أمام هذا السلوك الذي ينم عن قصور في التشبع بقيم التمدن والمواطنة.
هذه السلوك أثار سخط العديد من رواد الفايسبوك وإنستغرام، معتبرين أن سرقة عجلات حاويات الأزبال، التي تعتبر ملكا مشتركا، لا علاقة له بالفقر أو بضعف التنمية أو بالأزمة التي خلقتها تداعيات فيروس كورونا على حياة الناس، بقدر ما هو سلوك يعبر عن "اللهطة". ذلك أن الدي يطمع في "رويدات طوارو الزبل"، يقول أحد المعلقين، يعتمل في دواخله إحساس دائم بالجوع، وأنه لإشباع هذا الجوع الافتراضي، يلجأ إلى انتهاز الفرص، حتى وإن "مسَّك عليه الله".. هؤلاء يقول يضيف آخر، يشبهون أولئك الذين يحجزون في الفنادق، وحين مغادرتهم لها، يسرقون الصابون والفوطات وحتى فرشات الأسنان.
في حين يرى البعض الآخر أن هذا السلوك، نابع من الفراغ الذي تركته الأحزاب السياسية، بعد تخليها عن دورها في تأطير المجتمع، وحثه على التشبث بالقيم والإحساس بالمشترك وضرورة الحفاظ عليه، معتبرين أن زمن الاختفاء والظهور عند كل محك انتخابي، أحد العوامل التي تجعل البعض يلجأ إلى هذا التصرف، إما بداع الحاجة أو بدافع انتقامي، وإن كان ذلك لا يبرر هذه "اللهطة".