الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون واللبناني العماد ميشال عون
ماكرون يدعو عون لإصلاحات قوية منبها إلى أنها إذا لم تُنفذ فإن لبنان سيظل يغرق
الكاتب :
"الغد 24"
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إن هناك حاجة لإجراءات سياسية قوية لإخراج لبنان من أزمته، مشددا، خلال زيارة رسمية لبيروت، على ضرورة النهوض بإصلاحات اقتصادية كبيرة.
وأبرز ماكرون أن لبنان، الذي يعاني من أزمة، "سيظل يغرق"، ما لم ينفذ قادته إصلاحات، وأضاف قوله، لدى وصوله إلى بيروت، إن تضامن فرنسا مع الشعب اللبناني غير مشروط، لكنه قال إنه يرغب في إطلاع بعض الشخصيات السياسية على "حقائق مؤلمة عن الوضع الداخلي".
وقال ماكرون، الذي يعتبر أول زعيم أجنبي يزور العاصمة اللبنانية منذ وقوع الانفجار الذي أودى بحياة 145 شخصا على الأقل، أول أمس الثلاثاء، وهو يتحدث إلى الصحافيين: "بخلاف الانفجار، نحن نعلم أن الأزمة هنا خطيرة، وتتعلق بالمسؤولية التاريخية للقيادات"، وقال "لا يمكننا العمل دون أن نتبادل بعض الحقائق المؤلمة… إذا لم تنفذ الإصلاحات سيواصل لبنان الغرق"...
من جهة أخرى، وفي أعقاب المباحثات التي جرت بين الطرفين الفرنسي واللبناني، أصدر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية بيانا بعد محادثات القمة اللبنانية الفرنسية في قصر بعبدا، جاء فيه: "في اطار علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين لبنان وفرنسا، قام رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون بزيارة عاجلة للبنان بتاريخ 6 آب 2020، اطلع في خلالها على الأضرار الناتجة عن الكارثة التي وقعت بسبب الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
وقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس ماكرون في لقاء ثنائي، انضم إليه لاحقا كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب.
وتوجه الرئيس عون بالشكر إلى الرئيس ماكرون على المساعدات الإنسانية والطبية التي أرسلتها فرنسا، وأعرب عن تقديره لتضامنه مع لبنان لمعالجة آثار الكارثة المدمرة التي لحقت به والتي تزامنت مع الأزمات العديدة التي يواجهها لبنان، بدءا من أزمة النزوح السوري الكثيف، إلى الأزمة الاقتصادية والمالية وجائحة الكورونا. وأشاد الرئيس عون بجهود الرئيس ماكرون الشخصية لدعم لبنان في مواجهة هذه الأزمات على المستوى الثنائي، وكذلك على الصعيد الدولي، مذكرا بمبادرته لدعم المدارس الناطقة باللغة الفرنسية ودوره الأساسي في تنظيم مؤتمر (سيدر).
وأكد الرئيس عون التصميم الحازم على معرفة أسباب هذه المأساة الجريمة، وكشف ملابساتها والمتسبب بها وإنزال العقوبات المناسبة بحقه، مشددا على أن هذه هي الأولوية اليوم.
من جهته، أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن تعلّقه بلبنان وشعبه والمكانة الخاصة التي يتمتع بها هذا البلد لدى الفرنسيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية، وقد هز حادث الانفجار فرنسا في العمق، وأبدى تأثره بما شاهده من هول الدمار الذي لحق ببيروت.
وأكد الرئيس ماكرون أن لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب، معربا عن استعداد فرنسا للوقوف دوما إلى جانبه في ظروفه الصعبة، مشيرا إلى أن فرنسا ستقوم بحركة ناشطة لدفع المجتمع الدولي إلى التحرك بفاعلية وسرعة للوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته، لاسيما وأن لبنان يحيي هذه السنة الذكرى المائوية الأولى لإعلان "دولة لبنان الكبير".
وأكد الجانب اللبناني التزامه بمتابعة مسيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي، وفي طليعته فرنسا".